- من يرفع شعار القوة في حملته، لماذا لم يطبق هذا الشعار عندما حكم البلاد؟ - سأعمل على إرساء المحكمة الدستورية - تونس لا يمكن أن تدخل في سياسة المحاور - على الناخب أن ينظر في ماضي المترشحين قبل انتخابهم - إعادة العلاقات مع سوريا موضوع سابق لأوانه - على رئيس الدولة ألا يسمح بأن يصبح الفساد السياسي والمالي سياسة للدولة بعد ثلاثة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية، يواصل المترشحون جولاتهم في مختلف جهات الجمهورية، محمد عبو المترشح عن حزب التيار الديمقراطي والذي انطلقت حملته من مدينة القيروان أدلى بهذا الحوار ل«الصباح» تطرق من خلاله إلى جملة من النقاط في علاقة بسير الحملة الانتخابية وبرؤيته لمنصب رئيس الجمهورية، حيث اكد عبو ان هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة له تتعلق بنتائج الانتخابات، معتبرا أن برنامجه الانتخابي وشعاراته واقعية وقابلة للتطبيق على ارض الواقع من منطلق أنها لا تغالط الناخب بل تحاول إقناعه، كما اكد عبو انه وفي حال فوزه سيكون رئيسا لكل التونسيين وسيتعامل مع مختلف الأطراف السياسية في إطار الدستور، داعيا بعض من وصفهم بالثوريين إلى كشف مصادر تمويل حملاتهم الانتخابية ومصادر تمويل أحزابهم.. *كيف تقيمون انطلاقة حملتكم الانتخابية بعد ثلاثة أيام من انطلاقتها؟ بعد ثلاثة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية أستطيع ان أقول ان بداياتها كانت إيجابية من خلال الاجتماع الافتتاحي في مدينة القيروان الذي سبقته بعض اللقاءات في معتمديات اخرى، واعتقد ان جل اجتماعاتنا الى حد الان ناجحة خاصة وان هناك مؤشرات إيجابية تجسمت من خلال ما لمسناه لدى المواطنين في كل الجهات التي زرناها الى حد هذه اللحظة.. *أين تصنفون وعدوكم الانتخابية مقارنة بوعود بقية المترشحين خاصة وان هناك بعض نقاط التشابه بين برنامجكم وبرامج بعض المترشحين الآخرين؟ حسب تقديري، وعودنا الانتخابية التي أعلناها في العديد من المناسبات تتميز بالواقعية في علاقة بصلاحيات رئيس الجمهورية والتي نختلف فيها عن بعض المترشحين، إضافة إلى ذلك فان وعودنا قابلة للتطبيق وعقلانية غير قائمة على إغراء الناخب أو التلاعب بعقله، وأنا هدفي إقناع الناخب وليس التلاعب به أو مغالطته، بالنسبة لشعار حملتنا «تونس قوية وعادلة» وتشابهه مع شعار مترشح آخر، أريد أن اذكر أن هذا الشعار استعملته منذ 2015، ويبقى الأهم حسب تقديري من هو القادر على تطبيق هذا الشعار على ارض الواقع، وعلى الناخب أن يبحث في شخصية كل مترشح وينظر في ماضيه وتجاربه، هنا اطرح سؤالا على من يرفع شعار القوة في حملته، لماذا لم يطبق هذا الشعار عندما حكم البلاد؟ * في حال فوزكم في الانتخابات الرئاسية، هل تعتقد أنكم قادرون على تنفيذ الوعود الانتخابية خاصة في علاقة بالتصدي لما تعتبرونه فسادا سياسيا، في ظل الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية مقارنة برئيس الحكومة؟ كل صلاحيات رئيس الجمهورية بالنسبة لي كانت محل دراسة منذ صياغة الدستور الجديد في سنة 2014، رئيس الجمهورية لا يمكن ان يكون منصبا للتسيير اليومي لدواليب البلاد وكنت أول المترشحين الذي تحدث على مسالة صلاحيات الرئيس في محاولة مني لتعديل البوصلة، حيث ان رئيس الجمهورية وبوصفه ساهرا على احترام الدستور فانه لن يسمح بان يصبح الفساد السياسي والمالي سياسة للدولة، ولا يسمح بالمساس بالأمن القومي ولا يسمح بان يمد بعض السياسيين أيديهم لأطراف أجنبية على الرئيس ان يتدخل في هذه الحالات حفاظا على الامن القومي التونسي.. * حسب تقديركم ماذا ينتظر المواطن من رئيس الجمهورية القادم؟ المواطن التونسي اليوم مدعو للانتباه لصلاحيات رئيس الجمهورية، الذي وحسب ما سمعت من خلال لقائي بالمواطنين ينتظرون منه ان يكون الحارس الأمين للدستور وللنظام الديمقراطي للأمن القومي للدولة ولا يسمح بالتجاوزات في حق الأمن القومي والتي تحصل بشكل ممنهج، اضافة الى ذلك يجب ان يكون ضامنا لحريات الناس وحقوقهم ويتدخل في حال المساس بهذه الحقوق، وضامنا ان لا تتدخل اللوبيات والتمويل الأجنبي في الحياة السياسية وعليه ان يمثل تونس أحسن تمثيل في الخارج ويعطي مصداقية لتونس في الخارج وهو ما سيؤدي بطريقة غير مباشرة الى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من خلال اعادة الثقة في مؤسسات الدولة. * هل تعتقدون أنكم تمثلون خط الثورة؟ أنا أدعو منذ سنوات الى توضيح من هم في خط الثورة، وحسب تقديري من هم في خط الثورة من يتصدون قولا وفعلا للفساد والاستبداد والمساس بالدستور ومن يريدون فعلا تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وهناك الكثير ممن يتحدثون باسم الثورة ومكافحة الفساد من بين المترشحين في الانتخابات الرئاسية، وعلى هؤلاء ان يكشفوا للتونسيين من اين يمولون حملتهم الانتخابية، وهناك العديد منهم يتحدثون باسم الثورة ولم يكشفوا لنا مصادر استثرائهم ولم يكشفوا من اين ينفقون على أحزابهم وهذا إشكال كبير يجعل كل المفاهيم تختلط وآن الأوان للقطع معهم من خلال وعي المواطن وحسن اختياره للأشخاص والأحزاب المناسبة في ظل ضعف مؤسسات الدولة. * في حال أفرزت الانتخابات فوز خصوم سياسيين لكم، هل تقبلون مشاركتهم السلطة؟ كل ما أتمناه ان يقع اختيار الأحسن من بين المترشحين للسباق الرئاسي والاستحقاق التشريعي، وفي كل الحالات نحن نحترم الديمقراطية واختيار الشعب، ورئيس الجمهورية مطالب بان يكون رئيس كل التونسيين دون استثناء، وعليه ان يمد يده الى اي طرف وقع انتخابه من قبل الشعب ويتعامل معه بايجابية في إطار الدستور. *ما هي رؤيتكم للسياسة الخارجية التونسية خاصة فيما يتعلق بسياسة المحاور؟ تونس اليوم لا يمكن ان تدخل في سياسة المحاور، نأمل أن يتحسن وضعنا الاقتصادي من خلال حسن علاقتنا بجميع الأطراف الخارجية في سبيل التشجيع على الاستثمار في تونس والابتعاد على الاقتراض من جهات مشبوهة، وفي علاقة بالعالم العربي يجب ان نسلك مسلك التوحيد بعيدا عن التفريق، والنأي بالنفس على الوقوف مع طرف على حساب الآخر ويجب أن تكون سياسة واضحة في الديبلوماسية التونسية. * بماذا تتعهد للتونسيين؟ باحترام الدستور والسهر على حماية تراب الوطن، كما أتعهد بتقليص مدة الخدمة الوطنية ومضاعفة عدد المتمتعين بها، وضرورة تحسين إمكانيات وموارد وزارة الدفاع وإبعادها عن كل تسييس إضافة إلى القطع مع الفساد السياسي بما أنه يمثل أكبر الأخطار ويعتبر بابا للإرهاب والفوضى والمساس بالأمن الخارجي، وأتعهد بالتعاون الكامل مع كافة مؤسسات الدولة خاصة الحكومة لضمان مناخ سياسي سليم ومستقر وضامن للدستور إلى جانب العمل على إرساء المحكمة الدستورية والحفاظ على الأمن القومي وإرساء سياسة أمن وطني ودفاع توفر وسائل القوة والسيطرة وتقديم مبادرات تشريعية تكرس الحقوق الدستورية للمواطنين. * ماذا عن إعادة العلاقات مع سوريا؟ إعادة العلاقات مع سوريا موضوع سابق لأوانه، وأي موقف يتخذ بإعادة العلاقات معها يجب أن يكون مرتبطا بمصلحة الشعب السوري ليس هناك توجه في اتجاه إعادة فتح سفارات أو إعادة علاقات، ولكن في ما يتعلق بالجانب الأمني وتبادل المعلومات سنتصل بمختلف الأطراف»... هذا الموضوع سابق لأوانه بالنظر إلى المأساة التي يعانيها الشعب السوري، هذه المأساة تسبب فيها الكثير من الأطراف من ضمنهم من يحكم سوريا اليوم كذلك أطراف أجنبية خاضت معاركها في الأراضي السورية إلى جانب الإرهابيين الذي كانوا أداة لبعض الدول، أي موقف يتخذ في علاقة بإعادة العلاقات مع سوريا يجب أن يكون مرتبطا بمصلحة الشعب السوري بعد التنسيق مع الدول العربية الأخرى التي لا يمكننا اتخاذ قرارات دونها». وجيه الوافي