لا شك أن الانتخابات التشريعية 6 أكتوبر 2019 قد عرفت أكبر عدد من حيث الرياضيين المشاركين المترئسين لقائمات ومشاركين فيها لذلك بدا عدد الفائزين هاما مقارنة بالمدة النيابية المنقضية حيث نجد كمال بن ابراهيم اللاعب السابق لأولمبيك الكاف المنتمي لكتلة النداء وكذلك كمال الحمزاوي من النداء أيضا قبل أن يغادر المجلس لرئاسة بلدية القصرين ويغير الوجهة ليلبس جبة تحيا تونس ووليد جلاد رئيس مستقبل سليمان مع النداء ثم التحق بتحيا تونس وروج من خلال كتلة الائتلاف لحكومة يوسف الشاهد واستمات في الدفاع عن ما يسميها انجازات بفضل كثرة تردده أسبوعيا على البرامج التلفزية.. وايضا كريم الهلالي بالاضافة إلى نائب النداء في البداية صاحب أكبر نسبة غياب وهو رضا شرف الدين.. وايضا منصف السلامي الرئيس الأسبق للنادي الصفاقسي. والملاحظ أن الدورة النيابية الجديدة ستعرف غزوا للرياضيين لقبة البرلمان بوجوه تسجل عودتها وأخرى جديدة وما يؤكد هذا الغزو هو أن خمسة نواب بالتمام والكمال أفرزهم صندوق الاقتراع عن ولاية القصرين من المسيرين الرياضيين وهم العائد إلى المجلس كمال الحمزاوي عن حزب تحيا تونس والسؤال المطروح هل سيبقى الحمزاوي رئيسا لبلدية القصرين وكذلك رئيسا لجمعية المكان مع الاضطلاع بمهمة نائب لدعم كتلة الشاهد.. هل يجيز له القانون الجمع بين كل هذه المهام؟ أما بقية النواب عن جهة القصرين الذين يسجلون حضورهم لاول مرة في مجلس النواب فهم علي الهرماسي الرئيس الأسبق لنجم فريانة رئيس قائمة نداء تونسبالقصرين وكذلك محمد صالح اللطيفي رئيس نجم فريانة خلال الموسم الرياضي المنقضي والذي صعد على رأس قائمة الحزب الاشتراكي الدستوري بالقصرين بالاضافة إلى آية الله الهيشري رئيس جمعية تالة الموسم الماضي والذي صعد على رأس قائمة الاتحاد الشعبي الجمهوري بالقصرين زيادة عن محمد الزعبي الرئيس الأسبق لمستقبل القصرين والذي شارك في الانتخابات بقائمة مستقلة سماها «الامتياز» وحالفه النجاح في الانتخابات... جدد وعائدون يعتبر مهدي بن غربية الرئيس السابق للنادي البنزرتي (وأحد أبرز المؤسسين لحزب تحيا تونس) وكذلك وليد جلاد رئيس مستقبل سليمان بالاضافة طبعا إلى كمال الحمزاوي رئيس مستقبل القصرين من اللذين يسجلون عودتهم إلى مجلس نواب الشعب للمرة الثانية على التوالي وسيكون من أبرز أدوارهم احتضان الوافدين الجديدين عن حزب تحيا تونس في سوسة حسين جنيح... وفي المنستير زهير الشاوش لتعريفهما بكواليس وخفايا قبة باردو ولأن المباريات والمواجهات ستكون ساخنة على الأرجح.. وخاصة مع النواب الذين حافظوا على انتمائهم للنداء أو غيروا الوجهة نحو «قلب تونس» على غرار العائد للمجلس رضا شرف الدين رئيس النجم الساحلي والذي تبدو علاقته بحسين جنيح المسير السابق بالنجم متوترة وكذلك بالمنتمين لتحيا تونس في المنستير بعد أحداث لقاء النجم واشانتي كوتوكو التي تم خلالها الاعتداء على حافلة لاعبي النجم وارغامه على اجراء اللقاء دون حضور الجمهور في ملعب مصطفى بن جنات رغم أنه لقاء قاري والنجم يمثل تونس في هذه المباراة وقد استنجد رضا شرف الدين برئيس الحكومة ورئيس حزب «تحيا تونس» يوسف الشاهد ليسمح للجمهور بالحضور لكنه لم يفعل ونفذ رئيس بلدية المنستير قراره وكان رضا شرف الدين صرح بعد ذلك بأن كل هؤلاء سيقول لهم الشعب التونسي «ديقاج» يوم 6 أكتوبر في الانتخابات التشريعية بعد أن قال «ديقاج» في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية على حد تعبيره .. أما الوافد الجديد على المجلس منير البلطي ابن النادي الافريقي وكذلك أحد اعضاء لجنة الانقاذ التي شكلتها جامعة كرة القدم متعود على «الدربيات» ومباريات «الكلاسيكو» وعلى الألقاب أيضا لكنه سيجد أجواء أخرى تحت قبة باردو تتجاوز في مداها وصداها، ما تعرفه المدارج في الملاعب والقاعات المغطاة وهو الفائز بمقعد عن حزب «قلب تونس»، دائرة تونس 2 وينتمي لثاني أكبر كتلة في البرلمان... قحبيش يكشف.. والحفصي مختلف إذا كان النائب الصادق قحبيش، الأستاذ الجامعي في الرياضة والمحلل الرياضي أيضا لا يعرف أجواء البرلمان من الداخل إلا عن طريق «الوطنية 2»، فإن علي الحفصي يعرف كل ركن في قبة باردو، وهو الاستثناء مقارنة ببقية الوجوه الرياضية التي فازت في الانتخابات وحجزت مقاعد في البرلمان.. المحلل الرياضي الصادق قحبيش فاز عن قائمة آفاق تونس في سوسة ليصبح المجلس يضم 3 نواب من أحباء النجم الساحلي، وينتظر من قحبيش الذي حفظ ماء وجه آفاق أن يكون ناجعا في مداخلاته وأن تكون تحاليله صائبة وتحالفاته مبنية على أساس المصلحة العامة، في المقابل تبدو مهمة علي الحفصي صعبة، فهو أمين عام حزب نداء تونس الذي عرف سقوطا مدويا في الانتخابات التشريعية بعد أن كان الحزب الحاكم.. ولذلك قال علي الحفصي ل«الصباح» أنه آلى على نفسه إعادة بناء النداء من جديد كلفه ذلك ما كلفه مع تخليه عن رئاسة بلدية توزر ليبقى نائب شعب حتى يتمكن من تقديم افضل ما لديه... وما يجعل علي الحفصي استثناء مقارنة ببقية النواب المنتمين لعالم الرياضة، هو أن الحفصي بدأ لاعبا ثم رئيس جمعية جريدة توزر.. فرئيس رابطة هاوية ثم رئيس الرابطة الاولى لكرة القدم المحترفة فرئيسا للجامعة التونسية لكرة القدم وهو الرئيس الوحيد المتحصل على لقب «الشان» الوحيد في خزينة البلاد مباشرة بعد ثورة 2011 وإذا كان علي الحفصي يعتبر وافدا جديدا على برلمان ما بعد الثورة فإنه يعرف المجلس جيدا مقارنة بجل النواب وهو الأكثر خبرة لأنه انتمى للمجلس لمدتين نيابيتين قبل الثورة الاولى من 2004 إلى 2009 والثانية من 2009 إلى 2011 فقط باعتبار أن الثورة قطعت مع المجلس الموجود آنذاك.. والملاحظ أن تركيبة مجلس نواب الشعب 20192022 تعرف غزوا للوجوه الرياضية، وأكبر تشكيلة تنتمي إلى «تحيا تونس» ثم قلب تونس فالنداء.. وهناك أحزاب بنائب واحد، لكن المؤكد أن المجال سيكون واسعا للمحلل والنائب الصادق قحبيش حيث ننتظر «أطراحا» كبيرة في مجلس قيل إن من بين المنتمين إليه «تكفيريون» و»كناطرية» و»مافيوزيون» ومتمسحون على الأعقاب.. عبد الوهاب الحاج علي