أعلنت امس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الاولية للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية 2019 وافاد رئيس الهيئة نبيل بفون ان المرشح قيس سعيد تحصل على 72.71 بالمائة ونبيل القروي على 27.29 بالمائة. كما اعلنت الهيئة العليا للانتخابات ان العدد الجملي للناخبين الذي صوتوا في الدور الثاني من الرئاسية بلغ 3 ملاين و892 ناخب وبلغت نسبة الاقبال بلغت 56.8 بالمائة بتونس وخارج الجمهورية 24.4 بالمائة وتعليقا على هذه النتائج والنسب، قال أستاذ التاريخ المعاصر،عبد اللطيف الحناشي ،ل"الصباح نيوز" ان نسبة المشاركة في الدور الثاني تعتبر نسبا طيبة مقارنة بالتشريعية والرجولة الأولى من الرئاسية وهو ما يبرز ان التنافس كان شديدا بين الطرفين، كما هناك دفع كبير من الاحزاب التي لها وزن في الساحة السياسة ويبدو انها جندت قواعدها وابرزت شكلا من اشكال المعركة بأبعاد مختلفة. كما ان هناك عامل اساسي اخر هو المناظرة التي دارت بين مرشحي الرئاسية قيس سعيد ونبيل القروي حيث بينت وفق محدثنا تفاوتا بين الشخصيتين خاصة من الناحية العلمية والقانونية فقد تميز سعيد بالهدوء ونوع من الرصانة وشخصية اخرى وهي نبيل القروي حيث برزت كشخصية ضحلة من حيث المعلومات وكان مرتبكا في ادائه وفي المضمون ولم يتمكن من ابراز القضايا الجوهرية او حتى المحتوى او المضمون عكس قيس سعيد الذي ركز في اجاباته على قضايا جوهرية مثل العدل والقانون واستعمال شعارات الثورة وبين انه بسيط عكس منافسه الذي بين انه ضعيف جدا من ناحية المحتوى والمعلومات فضلا عن ذلك ارتباكه في قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني. كما افاد الحناشي ان موقف قيس سعيد من القضية الفلسطينية كان حاسما وساهم في تغيير المعطيات . وحول صلاحيات قيس سعيد الذي سيتولى منصب رئيس الجمهورية ، قال الحناشي :"اذا تحدثنا على مستوى الدستور فان قيس سعيد يمتلك صلاحيات محدودة فحتى رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي والذي كان يملك تجربة واسعة فقد كان تاثيره محدودا لان النظام في تونس برلماني ولكن يبدو اننا اليوم امام شخصية مغايرة فهي لا تملك كاريزما السبسي ولكن تملك شعبية واسعة"، مشددا على ان هذه الشعبية مهمة باعتبار انه من الصعب جدا ان يتحصل مترشح على هذه النسبة من الاصوات في اعتى الديمقراطيات وهي النقطة التي يستند عليها قيس سعيد. وحول ما إذا كانت هذه الشعبية ستساعده مستقبلا؟ وهل ان هذه الهبة ستستمر؟، استبعد عبد اللطيف الحناشي ان تتواصل هذه الهبة خاصة وانه لا وجود لحزب يدعمه فعليا ولكن له جمهور ويبقى دائما السؤال مطروح الى أي مدى يمكن ان يوظف هذه الجماهير ؟. واضاف محدثنا ان افضل دور يمكن يلعبه قيس سعيد هو دوره التوفيقي بين جميع الحساسيات السياسية المختلفة والكتل المتناثرة باعتبار انه محايد وكذلك يمكن ان يلعب دورا ايجابيا على مستوى العلاقات الخارجية ولكن مع التاكيد ان هناك فرق بين خطاب الحملة الانتخابية واكراهات الواقع المحلي او الاقليمي او الدولي والتي تجبر أي رجل سياسة على تغيير حساباته وتابع محدثنا:"ننتظر ان تتكيف تصريحات قيس سعيد مع الواقع السياسي" ومن ناحية اخرى، لم يخف محدثنا تخوفه من ان يصاب الشعب بخيبة امل لان قيس رفع منسوب الشعارات بصفة عالية . وختم محدثنا بالقول:"سيكون قيس سعيد متميزا لو لعب دور التوفيق بين جميع الاطراف"