دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد ، أمس ، في تصريح ل»الصباح» ، الى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة ، وذلك نظرا للتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها بلادنا ، معتبرا ان المشهد السياسي الضبابي الحالي سينعكس سلبا على اقتصاد تونس ، ومن شأنه ان ينسف المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة. وقال رئيس الحكومة خلال اشرافه على الافتتاح الرسمي لبرنامج «انفستيا ب م إ» لمساعدة وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ، ان تونس قطعت أشواطا مهمة في عديد المجالات خلال السنوات الاخيرة ، وأدخلت العديد من الإصلاحات منذ سنة 2016 ، ما جنب بلادنا شبح الافلاس. وكشف يوسف الشاهد انه بفضل الجهود التي قامت بها حكومته منذ 2016 ، مكنت بلادنا من تجاوز مرحلة خطيرة في تاريخها ، حيث كانت المؤشرات سلبية وتهدد بعدم خلاص الاجور وجرايات الموظفين والمتقاعدين ، مشددا على ان التحديات المرفوعة في المرحلة القادمة هي تحسين نسبة النمو والتقليص من العجز في المالية العمومية وتحسين المرافق العمومية من تعليم وتربية وصحة وتوفير موارد للدولة عبر هيكلة المؤسسات العمومية وتعصير منظوماتها الرقمية. وأضاف يوسف الشاهد من جهة أخرى، ان تونس نجحت في تحسين مركزها بنقطتين اضافيتين في ترتيب « دوينغ بيزنيس» لممارسة انشطة الاعمال لتحتل المركز 78 عالميا بعد ان كانت في المركز 80 عالميا العام الماضي وذلك بفضل اصلاحات منجزة من قبل الحكومة، بالاضافة الى خروج تونس من القائمة السوداء لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب التابع لمجموعة العمل المالي « غافي»، وذلك اثر جهود استثنائية وقياسية ، مكنت من اعادة بلادنا الى السوق العالمية وجذب الاستثمارات الكبرى، بالاضافة الى نجاح تونس في تحقيق موسم سياحي غير مسبوق ، ومن المنتظر ان يبلغ عدد الوافدين على بلادنا موفى 2019 قرابة 9 ملايين سائح. وشدد يوسف الشاهد على ضرورة الحفاظ على هذه المؤشرات الايجابية ، داعيا الى التعجيل في تشكيل الحكومة الجديد ، محذرا في ذات الصدد من تواصل المشهد السياسي الضبابي ، والذي من شأنه ان يرسل برسائل غير مطمئنة لشركاء تونس ، وينسف المؤشرات الاقتصادية الايجابية التي حققتها حكومته طيلة 4 سنوات من العمل المضني للوصول بتونس الى بر الآمان وانقاذها من شبح الافلاس. وشدّد رئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمة له على ضرورة تيسير الحصول على التمويل عبر السوق المالية من خلال إعادة تأطير إصدار القروض الرقاعية في اتجاه مزيد تبسيط الإجراءات وتعديل وتبسيط محتوى ونشر المعلومة المالية ، إضافة الى العمل على النهوض بالمؤسسات المتوسطة والصغرى التونسية. وتطرق يوسف الشاهد من جهة أخرى، الى اهمية البرنامج الذي تشرف عليه المملكة المتحدة ، داعيا الى مزيد الرفع من حجم التمويلات والمساعدات ليشمل عدة مؤسسات صغرى ومتوسطة في عدة قطاعات أخرى. من جهتها ، أشادت سفيرة بريطانيابتونس لويز دا سوزا بالجهود التي تبذلها حكومة يوسف الشاهد ، مؤكدة ان برنامج « انفيستيا ب م إ» سيقدم مساعدات فورية لجميع المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية، ما يمكن من تحسين مناخ الاستثمار ببلادنا، معتبرة ان هدف البرنامج النهوض بالمؤسسات التونسية والرفع من قدرتها الانتاجية لخلق المزيد من فرص العمل . يذكر ان حفل اطلاق البرنامج يوم أمس شهد حضور كل من محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي ووزير المالية رضا شلغوم ورئيس منظمة الاعراف سمير ماجول عدد كبير من رجال الاعمال . سفيان المهداوي