فيما تواصلت الاحتفالات الشعبية والرسمية في لبنان بعودة رفات 200 من المقاتلين اللبنانيين والعرب والافراج عن 5 أسرى بينهم عميد الاسرى سمير القنطار من سجون الاحتلال ارتفعت في اسرائيل اصوات عديدة تنتقد هذه الصفقة واعرب الكثير عن تخوفهم من ان تشجع هذه العملية على اختطاف المزيد من الاسرائيليين لمبادلتهم بأسرى عرب محتجزين في سجون اسرائيل. ولم تكتف هذه الأصوات بالتعبير عن سخطها حيال هذه الصفقة وانتقاد حكومة أولمرت بل ذهبت الى حد الدعوة الى مراجعة السياسة التي تلتزم بها تل ابيب في اعادة كل جندي من جنودها بأي ثمن خاصة وانها منخرطة من جانب اخر في مفاوضات مع حركة «حماس» للافراج عن الجندي جلعاد شاليط وهو ما يزيد من حجم المخاوف. واليقين أن سياسة العصا الغليظة لا يمكنها ان تفرض ارادتها ولا أن تأتي بنتيجة. اذن يبدو أن ساسة اسرائيل لم يفهموا بعد ان الغباء الحقيقي هو المواصلة على نفس النهج العدواني في تملص واضح من كل جهد لتحقيق السلام العادل ولم يستوعبوا ايضا انه طالما ان هناك احتلالا فان هناك مقاومة ومزيدا من الاختطافات من أجل مبادلتهم خاصة وان سجونها ما تزال تعج بآلاف السجناء الابرياء والذين لم يقترفوا اي ذنب سوى انهم آمنوا بالدفاع عن قضيتهم العادلة لتحرير ارضهم وشعبهم من نير احتلال لم يعرف التاريخ مثله قط. وتأكيدا لنفس النهج العدواني بدأت اسرائيل عقب عملية تبادل الاسرى حملة اعلامية لمحاولة امتصاص التداعيات الاستراتيجية لانتصار «حزب الله» ولوحت باغتيال نصر الله والقنطار الى جانب بث رسائل صوتية الى آلاف اللبنانيين في الجنوب وبيروت تحرضهم فيها على حزب الله مهددة في نفس الوقت بحرب جديدة على لبنان تكون اقسى من حرب جويلية 2006 وهو ما يعني ان الاحتلال الاسرائيلي لا يعطي اية اهمية للسلام ولا يتعظ بأية تجربة فقط همه الوحيد تصدير قيم الحرب والتنصل من كل الاستحقاقات والتعهدات. وفيما تواصل اسرائيل على نفس النهج العدواني والتلويح بحرب جديدة يتوجب على اللبنانيين والفلسطينيين لم شملهم والجلوس الى طاولة الحوار الوطني بعيدا عن كل المزايدات الحزبية والسياسية والتمسك بالمصالح الذاتية الضيقة لان وحدة الصف هي السبيل الوحيدة لمواجهة مثل هذه التحديات والتهديدات التي تطلقها اسرائيل بين الفينة والاخرى فهل يستوعب الفلسطينيون واللبنانيون الدرس؟