على إثر الحادث الذي جدّ منتصف نهار اليوم بالطريق الرابطة بين عمدون وعين دراهم، وتمثل في انزلاق حافلة تابعة لوكالة أسفار وعلى متنها 43 تونسيا تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة تقريبا، وتسبب وفاة 24 شخصا وإصابة 18آخرين في حصيلة مُحينة،تحدّثت "الصباح نيوز" مع رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جابر بن عطوش. وقد وصف رئيس الجامعة ما حصل ب"المصاب الجلل"، قائلا: "هذه كارثة بأتم معنى الكلمة ولا نتمنى ان تتكرر مثل هذه الوقائع والتي عشنا حادثة مُشابهة لها في توجان بقابس خلال هذه السنة وتمثلت في سقوط حافلة سياحية تقلّ 28 شخصا كانوا في رحلة من تطاوين إلى قصر غيلان بعد فقدان سائقها السيطرة عليها على مستوى أحد المنعرجات ممّا أدّى إلى سقوطها بالوادي". ولم يخف بن عطوش تساؤلاته حول طبيعة هذه الرحلة وإن كانت رحلة سياحية أو تهم مسلك سياحي وهل هي رحلة أم لا؟ وهل فيها احترام لشروط تنظيم الرحلات السياحية أم لا؟ وهل تمّ الإعلام بتنظيم الرحلة لدى فرع الديوان الوطني للسياحة أم لا، مُؤكّدا أنّ أيّ رحلة سياحية تستوجب اعلام السلطات المعنية في الغرض سواء أكانت وكالة أسفار منضوية تحت الجامعة أو لا". وأكّد بن عطوش أنّ الجامعة مُحيطة بالوكالات التي تنتمي لها، مُضيفا: "نتأسف للحادثة لكن ثبتنا فيما حصل والحافلة التي تعرضت للحادث تتبع وكالة اسفار غير منضوية تحت الجامعة". وفي هذا السياق، أشار بن عطوش إلى وجود وكالات أسفار قانونية ومُرخص لها من قبل وزارة السياحة ولكن ليست منخرطة في جامعة وكالات الأسفار باعتبار ان الانتماء النقابي اختيار، مُشدّدا على ضرورة "توحيد مداخل وكالات الأسفار حتى تكون الجامعة طرفا لتوفير المعلومة والرقابة". وواصل بالقول: "وكيل الاسفار المنخرط في الجامعة يعتبر وكيلا معتمدا وتتوفر فيه شروط السلامة.. ولكن تبق الجامعة على ذمة وكالات الأسفار القانونية المنضوية وغير المنضوية للإحاطة والارشاد" وفي سياق متصل، أفاد بن عطوش أنّ للجامعة مشروع قانون خاص بالمسالك السياحية جاهز منذ فترة طويلة ولكنه لم ير النور إلى حدّ اليوم، قائلا: "نتمنى أن لا نعيش حادثة مشابهة مرة أخرى وأن نتعظ مما حصل ونأخذ العبرة بالفعل.. كما تمنى ان تكون الاسباب خارجة عن اطار الجميع...". وقال جابر بن عطوش: "هل ان السائح التونسي تتوفر له الاجراءات القانونية ويتمتع بالتأمينات اللازمة التي يتمتع بها السائح الأجنبي.. هل ان الوزارة توافق على ان تذهب الحافلات السياحية في مثل هذه المسالك السياحية أم لا.. هل أنّ التونسي يجد نفس الخدمات المقدمة للسائح الأجنبي.. اليوم الى متى يموت شبابنا في هكذا حوادث ؟"، جملة من الأسئلة التي طرحها بن عطوش مُطالبا بضرورة "اعطاء اهمية اكبر للسياحة الداخلية وأن يتحقق ذلك على أرض الواقع كي لا تسجل حوادث مشابهة.. خاصة وأن هذا الحادث ليس الأول من نوعه". وقد أصدرت الجامعة التونسية لوكالات الاسفار والسياحة بلاغا على إثر "كارثة طريق بن عين دراهم" أعربت فيه عن "حزنها الشديد اثر تلقيها لخبر حادث الحافلة، مُؤكّدة أنها "تتابع بكل اسف تطورات هذا الحادث في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الامنية وتقارير الجهات المعنية". كما تقدمت الجامعة التونسية لوكالات الاسفار والسياحة باحر تعازيها لعائلات الضحايا وعن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين".