قال سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس وانغ وين بين، إنه "و بالرغم من التأثير القوي لانتشار فيروس كورونا على أداء الاقتصاد الكلي في الصين، ووجود اشكاليات من المؤكد تواصلها بعد احتواء الفيروس بصفة نهائية، على مستوى انشطة الانتاج والتصرف في المؤسسات الصناعية خاصة منها الصغرى والمتوسطة ، فان البلاد قادرة على تجاوز تداعيات هذا الوضع بفضل توفر مكامن قوة ومزايا نسبية في اقتصادها تجعلها قاردة على تحقيق أهدافها التنموية لسنة 2020" . وأضاف خلال ورشة عمل حول "آفاق التكامل الاقتصادي التونسيالصيني ما بعد المحنة"، انتظمت صباح اليوم السبت بمدينة الثقافة بالعاصمة، ان الصين تتوفر على رصيد هام من الثقة على المستوى الدولي جعل نسبة الاستثمارات الأجنبية على أراضيها في ارتفاع متواصل رغم وضعيتها الوبائية التي شجعت على نمو قطاعات خدمات رقمية جديدة في مجال التجارة الالكترونية والتعليم عن بعد وخدمات الفيديو المباشر. كما بين أن الصين لها خبرة في مجال التصرف في الأزمات واستشراف المخاطر المحلية والدولية بما جعلها قادرة منذ ظهور اول حالات فيروس كورونا على تعزيز الاجراءات الحمائية الاقتصادية، ووضع اجراءات سياسية موجهة مع الترفيع في الاستثمار في رؤوس الأموال والتخفيض التدريجي في الأداءات، مؤكدا ثقته التامة في أن الاقتصاد الصيني سيسترجع نموه الطبيعي ومساهمته في استقرار الاقتصاد العالمي. وبخصوص الوضعية الصحية، بين السفير الصيني أن معدل الإصابات بفيروس كورونا في مدينة ووهان موطن الفيروس، تراجع 10 أضعاف بين 13 و 20 فيفري 2020، مبينا انخفاض عدد المصابين الجدد مقابل ارتفاع عدد الحالات التي تماثلت للشفاء وهو مؤشر واضح على تحسن وضعية احتواء هذا الفيروس في الصين. كما ذكر بأن عدد حالات الإصابة بالفيروس تراجعت لاول مرة يوم 19 فيفري إلى اقل من 1000 حالة على المستوى الوطني وأن عدد المصابين يوميا يتراجع من ثلاثة آلاف الى حدود 400 إصابة يوميا. وأشار إلى أن عدد الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس خارج الصين لا تمثل سوى 1 بالمائة من العدد الجملي وأنه مقارنة بانفلونزا الخنازير سنة 2009، فإن عدد البلدان التي وصلتها العدوى وحالات الوفاة وسرعة تفشي المرض هو أقل بكثير وذلك بفضل سرعة رد الفعل ونجاعة القرارت والاجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية، حسب تقديره. من جهته ،قال رئيس جمعية نماء تونس التي نظمت هذه الورشة عمر بلخيرية ، إن "ما تمر به الصين اليوم قد أثر على العالم بأسره على المستويين الصحي والاقتصادي وإن الحديث عن هذا الوضع يتضمن العديد من التأويلات منها المغرضة ومنها ماهو عن جهل"، مبينا ان هذه الوضعية تلقي بضلالها على الاقتصاد الدولي والاقتصاد التونسي وتؤثر فيه سلبا باعتبار ان الاقتصاد الصيني هو الثاني عالميا على مستوى الحجم والأول من حيث النمو. وذكر بان الصين تعتبر اليوم مصنع العالم واي طارئ يقع في هذا البلد يؤثر بصفة مباشرة في باقي دول العالم مما يفرض تكاتف كل الجهود للتصدي لما وصفه بالمحنة والقضاء عليها في اقرب الاجال، معربا عن الثقة التامة في قدرة الحكومة الصينية على تجاوز هذا الوضع. وأكد الاستعداد للانخراط في التصدي للتداعيات الاقتصادية من خلال التركيز على تطوير الشراكة التونسيةالصينية من أجل فتح أسواق جديدة في افريقيا والدول العربية والسوق الأوروبية ، سيما وأن موقع تونس وقربها من الأسواق الليبية والجزائرية والأوروبية يزيد من أهميتها، حسب تقديره.