على هامش الجدل حول الفصل 70 من الدستور وتفويض البرلمان صلاحياته مؤقتا لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ ، قلل الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي والرئيس المؤسس لحزب "التكتل الديمقراطي" من الدلالات السياسية لما تتحدث عنه وسائل الإعلام التونسية والعالمية عن " تعمق الخلافات بين الرئاسات الثلاثة و بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة الياس الفخفاخ ورئيس البرلمان راشد الغنوشي". واعتبر بن جعفر أن " مؤشرات الخلاف " بين الرئاسات الثلاثة وبين السلطتين التنفيذية والبرلمان " ثانوية جدا" بما في ذلك حول الفصل 70 من الدستور، ولا تعدو أن تكون ناجمة عن " اختلافات جزئية في تقدير الموقف من عدد من القضايا الفرعية " . وتعقيبا على ما نشر عن " تناقض المصالح ومعركة الصلاحيات " بن قرطاج والقصبة وباردو اعتبر بن جعفر أن " الرؤساء الثلاثة موالون للدولة وسيادة الدولة ووحدة مؤسساتها " رغم بعض الخلافات "الشكلية والاجرائية" ومن بينها ما يتعلق حول ترتيب بعض الأولويات و بعض الصلاحيات . لكن بن جعفر أقر أن بعض الاطراف القريبة من قرطاج والقصبة وباردو قد تضخم الخلافات الثانوية بهدف البرهنة لأنصارها و وللرأي العام عن كون هذه الجهة مؤثرة أكثر من غيرها في صنع القرار السياسي الوطني .. واستدل بن جعفر بكون تصريحات الرؤساء الثلاثة والمقربين منهم تؤكد حرصهم على الوحدة الوطنية وعلى التناغم والعمل المشترك خاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها البلاد وكل دول العالم وباء " كورونا " ومخاطر صحية وأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية غير معهودة . واعتبر رئيس المجلس الوطني التأسيسي أن " فريق حكومة الياس الفخفاخ هو الأكثر ديمقراطية في تاريخ تونس المعاصر ، لأنه يضم شخصيات حقوقية وديمقراطية معروفة ولا خوف من توظيفها للفصل 70 في الدستور لتمرير قوانين وقرارات معارضة لتوجهات الرأي العام الشعبي الذي انتخب في مناخ ديمقراطي وشفاف الرئيس قيس سعيد و الأغلبية البرلمانية الحالية ". وشبه بن جعفر" التنسيق بين الرؤساء الثلاثة " حاليا بتجربة " التنسيق الكامل والشراكة بين الرؤساء الثلاثة " ما بين موفى 2011 و موفى 2014 عندما كان رئيسا للبرلمان الانتقالي وكان رئيس الحكومة من حركة النهضة ( حمادي الجبالي ثم علي العريض ) وكان المنصف المرزوقي الرئيس المؤسس لحزب المؤتمر رئيسا للبلاد. وفسر بن جعفر الانتقادات الموجهة الى السياسيين والى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة في وسائل الاعلام والمواقع الاجتماعيةة بوجود " أزمة ثقة بين بعض السياسيين وبينهم جميعا وغالبية الشباب والمواطنين الذين حصلت لديهم خيبة أمل بسبب عدم إنجاز الاصلاحات التي يطالب بها شباب الثورة منذ 10 أعوام ." ونوه الرئيس المؤسس لحزب التكتل ب" الثقافة الديمقراطية لالياس الفخفاخ و غالبية وزرائه ومستشاريه وبخبرتهم ونجاعتهم ..ودعاهم إلى التفاعل مع انتقادات المواطن عموما والشباب خاصة وسجل أن تلك الانتقادات قد تستفحل وتصبح خطيرة إذا تعمقت الازمات الاقتصادية والاجتماعية وتواصل تدهور الخدمات العمومية في قطاعات الصحة والتربية والتعليم والنقل ..وإذا تواصل حرمان من المشاركة في الشأن العام وفي الحياة السياسية .." وتوقع مصطفى بن جعفر أن تزداد شعبية حكومة الياس الفخفاخ وأن يتحسن التنسيق بين الرئاسات الثلاثة مباشرة بعد انتهاء "الحرب على وباء كورونا " ، بعد أن يكتشف الجميع نجاعة القرارات التي اتخذتها مبكرا ومن بينها غلق المقاهي والملاهي والجوامع والمطارات ثم فرض حظر الجولان و الحجر الصحي الشامل وتكريس شعار " الانضباط زمن الحرب.