أصدرت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بيانا عبّرت من خلاله على دعمها لنشر الفنانين أعمالهم على المنصات الالكترونية في ظل انتشار جائحة كورونا مذكرة بضرورة احترام حقوق الملكية الأدبية والفنية وخلاص المعاليم المستوجبة بعنوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة خاصة وأن ذلك يعزز العرض القانوني للمصنفات المستغلة ويمكن من ضمان الحقوق المعنوية والمّادية لأصحاب المصنفات المستغلة كما يضمن استفادة الفنانين والمبدعين من المستحقات الراجعة لهم من عرض مصنفاتهم عبر تلك الفضاءات الرقمية واستعمالها. المسرحيون التونسيون تفاعلوا مع هذا البيان خاصة على الصفحة "بعد الرابعة مساء"، التي خصصت لعرض أعمالهم المسرحية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت عن فكرة للمخرج نزار السعيدي. واعتبر بعضهم أن لا مبرر لصدور مثل هذا البيان في الفترة الحالية باعتبار أن الظرف استثنائي فرض في ظل إلغاء وتعليق العروض الفنية على صناع الفرجة والفن اللجوء للمنصات الالكترونية وتشجيع التونسيين على الالتزام بالتدابير الوقائية بجلوسهم في بيوتهم ومشاهدة أعمال مسرحية فيما نوه آخرون باهتمام المؤسسة بحقوق الملكية ولكن طالبوها في الان نفسه بالتدخل لدى المنصات الالكترونية الكبرى، التي تبث المنتجات التونسية ولا تدفع مستحقات الفنانين التونسيين وذهبت جماعة أخرى من المعلقين على البيان لمطالبة وزارة الشؤون الثقافية بدفع ديونها قبل نشر مثل هذه المضامين في المرحلة الاستثنائية الراهنة. وكتب المسرحي توفيق الجبالي بأسلوبه الناقد والساخر أن عرض المسرحيات على صفحة "بعد الرابعة مساء" يكون بموافقة أصحاب الأعمال ودون مقابل واصفا المؤسسة صاحبة البلاغ بأنها أكثر مؤسسة إلى جانب التلفزة التونسية لا تحترم حقوق المؤلفين فيما طالبت زينب فرحات من منطلق حق النفاذ للمعلومة في تعليقها على البيان بكشف مالي مدعم بتقرير بنكي عن المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والتي لا تقل مداخليها السنوية عن 4 مليارات. "الصباح نيوز" تواصلت مع المسرحي نزار السعيدي مؤسس صفحة "بعد الرابعة مساء" المخصصة لمشاهدة العروض المسرحية على الفايسبوك والذي أوضح أن بلاغ المؤسسة الوطنية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وما تشهده مواقع تواصل الاجتماعي من مبادرات لتأثيث الفضاء الثقافي في ظل غياب الانشطة الثقافية الحية يأتي خارج عن السياق. قائلا : "نحن في ظرف استثنائي وجل هذه المبادرات انطلقت بصفة عفوية لا يرجى منها ربحا ماديا هدفها التخفيف من وطأة الضغط النفسي والفكري، الذي فرضته أزمة جائحة كورونا. وأَضاف نزار سعيدي : "من خلال تجربتي الذاتية في تأسيس مجموعة بعد الرابعة مساء على الفايسبوك وهي مجموعة تنشر العروض المسرحية بصفة يومية تعمل حسب اتفاق واضح بيني وبين أصحاب هذه العروض المسرحية هدفها التعريف بهذه المصنفات الدرامية لدى الجمهور المسرحي العريض ونقاشها أي أننا خارج المنظومات التجارية وحقوق الفنانين محفوظة من خلال تثمين أعمالهم من قبل رواد المجموعة وهذه المؤسسة تطلب منا دفع معاليم استغلال وكأن اصحاب هذه المبادرات الافتراضية يجنون منها ارباح مادية أعتقد أنه يجب مراجعة هذا القرار وضعه في إطاره التاريخي والمرحلي".