تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    عاجل: أولى التقلبات الجوية تصل أقصى الشمال الغربي لتونس    مستشار رئيس الجمهورية: الرئاسة لم تغلق أبوابها أمام نواب البرلمان...    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    مع الشروق : الإغلاق الحكومي والإفلاس    ميزانية الصناعة والطاقة والمناجم: تخفيض في الميزانية العامة و271 مليارا لدفع محرّكات النموّ    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد... اكتشاف قناع من المرمر لامرأة فينيقية بقرطاج    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    إعادة انتخاب محرز بوصيان نائبا لرئيس الإتحاد العربي للجان الوطنية الأولمبية    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    ضبط نسب الفائدة التّفاضلية الموظّفة على القروض الممنوحة لفائدة الشّركات الأهلية على الموارد الذّاتية للبنوك    لمرضى السكري: عشبة إذا شربتها صباحًا ستخفض السكر في دمّك    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    دربي العاصمة: الإفريقي والترجي نهار الأحد.. 142 مواجهة وهذه الأرقام    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    بعد إلغاء البطاقة الحمراء ضد دحمان...إدارة التحكيم توضّح السبب    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في اكتوبر 2026    "اللص النائم".. أغرب ضيف ينتظر سيدة في منزلها    دولة عربية تتصدّر العالم: علاش الأثرياء يحبّو يزوروها؟    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    قوات الاحتلال الصهيوني تقتحم عددًا من بلدات ومدن الضفة الغربية..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    البيتان في المعهد: فمّا نص قانوني يعاقب التلميذ التونسي ؟    بعد فيديو المبيت في المعهد... " تلميذ التيك توك ينشر فيديو مثير للجدل مع والدته من المندوبية"    عاجل: اليوم تنطلق الدفعة الأولى من مباريات الجولة 14.. شوف القنوات الناقلة!    تونس تحتضن منتدى الطب الصيني – الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    بايدن يوجه انتقادا حاداّ لترامب: "لا ملوك في الديمقراطية"    بعد اعتراف ترامب.. رسالة "شديدة اللهجة" من إيران لمجلس الأمن    النيابة العامة في إسطنبول تصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    ارتفاع ميزانية وزارة الشؤون الثقافية بنسبة 8 بالمائة سنة 2026    مفزع/ نسبة الرضاعة الطبيعية في تونس أقل من 18 بالمائة..!    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    عاجل : فضيحة في مسابقة ملكة جمال الكون 2025: شنية الحكاية ؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي / وجهة نظر.. خواطر وعبر حول كورونا بين الطب والتراث والأديان ..
نشر في الصباح يوم 30 - 03 - 2020

في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البشرية جمعاء جراء تفشي وباء الكورونا، ارتأيت أن أعبر عما يخالج نفسي من أفكار وخواطر وهواجس عسى أن يكون التعبير عنها من خلال هذا النص من شأنه التخفيف من وطأة الصدمة التي لا مجال للشك أنها انتابتني وانتابت كل إنسان فوق هذه البسيطة حين يرى ما يشهده العالم وخاصة المتقدم منه (فما بالك حين سيحل الوباء بالدول النامية) من شلل وانهيار وتهاوي نتيجة أزمة صحية تسببت إلى حد تاريخ كتابة هذه الأسطر في إصابة مئات الآلاف من الأشخاص بالوباء الآنف الذكر وأدت إلى وفاة الآلاف منهم مع إجبار قرابة المليار نسمة لملازمة بيوتهم للقيام بالحجر الصحي وذلك توقيا من هذا الداء) .
هذه الجائحة ستؤدي حتما إلى جملة من الأزمات لا مثيل لها منها الصحية والمالية الاقتصادية إلخ... ومن المؤكد أنه بعد انحسار الوباء المذكور سيصبح الحديث في شتى الأوساط عن ما قبل الكورونا فيروس و ما بعد الكورونا فيروس.
من المعلوم أن أول شعور ينتاب أي إنسان عادي في مثل هذه الوضعيات هو الخوف والذعر والهلع وكل الأحاسيس المشابهة وهي أحاسيس ومشاعر جد طبيعية ولكن في حال عدم تجاوزها والسيطرة عليها ولو نسبيا ستتحول إلى أوهام ووساوس تؤدي بدورها إلى أمراض وعاهات وعلل نفسية ستزيد الطين بلة وتجعل من الإنسان الذي يصاب بها في حالة من الإرباك التام الذي سيمنعه من مواجهة هذا الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم أجمع.
الخوف لا يمكن التغلب عليه إلا بالتحلي بالشجاعة وقد أحسن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران(François Mitterrand) القول حين أكد أن: "الشجاعة تتمثل في السيطرة على الخوف لا في عدم الخوف" (le courage consiste à dominer sa peur, non pas à ne pas avoir peur ( ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المضمار هو كيف يتم التحلي بالشجاعة في مواجهة عدو غير تقليدي بما أنه غير مرئي وخفي أربك العالم بكيفية لا نظير لها ؟
الإجابة عن هذا السؤال من وجهة نظري تكمن في الرجوع إلى ما يتضمنه الدين الإسلامي الحنيف خاصة القرآن الكريم والسنة النبوية السمحاء وأيضا أراء المفكرين المسلمين بخصوص جملة المسائل التي تم التعرض إليها أعلاه والتي بالتطرق إليها يمكن إعطاء مقاربة أخرى غير المقاربة العلمية والطبية التي لا مناص من التقيد بها في مثل هذه الوضعية الاستثنائية (التي تكيف قانونا من قبيل القوة القاهرة وهو الأمر الذي لا يمكن لا توقعه ولا دفعه) ولكن هذه المقاربة من شأنها مساعدة البعض حتى وإن كان من غير المهتمين بالشأن الديني وبالمسائل العقائدية على تجاوز هذه المحنة أو على الأقل فهم المقاربة الدينية لهذه المسائل.
يتجه بادئ ذي بدء التذكير أن البعض في الدول المتقدمة أرجأ ظهور وباء الكورونا إلى ما تشهده الكرة الأرضية من تلوث لا مثيل له نتيجة النشاط الاقتصادي والصناعي المبالغ فيه في العالم والذي لا يحترم البيئة بما أن الغاية الوحيدة منه الربح الفاحش لا غير وقد أدى إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي والايكولوجي وهو أمر يسهل ظهور الأوبئة الفتاكة ، وهذا ما أكده أخيرا الناشط الفرنسي في مجال البيئة نيكولا هيلو(Nicolas Hulot) الذي شغل منصب وزير البيئة في فرنسا واستقال نتيجة قناعته بعدم جدوى توليه الوزارة بحكم سيطرة اللوبيات الصناعية الملوثة على الاقتصاد الفرنسي والعالمي ، يقول هيلو حرفيا لأحدى القنوات التلفزية بتاريخ 22 مارس 2020 بخصوص وباء الكورونا : " نحن بصدد تلقي إنذارا أخيرا من الطبيعة" ( ( Nous recevons une sorte d'ultimatum de la nature .
أليس ما يتعرض إليه أحد أهم الخبراء العالميين في مجال البيئة تأكيدا للآية الكريمة التي يقول فيها سبحانه وتعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" صدق الله العظيم (سورة الروم آية 41) وأيضا للآية الكريمة التي يقول فيها المولى عزّ وجل: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين" صدق الله العظيم (سورة الأعراف آية 56) مع العلم أن العلامة التونسي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والذي يعد من أعظم العقول التي عرفتها الإنسانية قد بيّن هذه المسألة بصفة مستفيضة في مقدمته حين أكد حرفيا في الفصل المتعلق بوفور العمران آخر الدولة وما يقع فيها من كثرة الموتان والمجاعات على ما يلي: "وأما كثرة الموتان فلها أسباب من كثرة المجاعات أو كثرة الفتن لاختلال الدول فيكثر الهجر والقتل أو وقوع الوباء وسببه في الغالب فساد الهواء بكثرة العمران لكثرة ما يخالطه من العفن والرطوبات الفاسدة وإذا فسد الهواء وهو غذاء الروح الحيواني وملابسه دائما فيسري الفساد إلى مزاجه فإن كان الفساد قويا وقع المرض في الرئة وهذه هي الطواعين وأمراضها مخصوصة بالرئة وإن كان الفساد دون القوي والكثير فيكثر العفن ويتضاعف فتكثر الحميات في الأمزجة وتمرض الأبدان وتهلك وسبب كثرة العفن والرطوبات الفاسدة في هذا كله كثرة العمران ووفوره آخر الدولة.....".
وفي نفس هذا الإطار فإن البعض أيضا في الدول المتقدمة يعزى سبب ظهور وباء الكورونا لحيوان يدعى البانجولين(Le pangolin) (وهو حيوان ذو شكل بشع لا يشتهي المرء حتى النظر إليه فما بالك أكله) وهو الذي تسبب في نقل الفيروس المذكور للإنسان وتجدر الإشارة في هذا الإطار أن الحيوان الآنف الذكر الذي بات مهددا بالانقراض يستعمل بكثافة في الطبخ الصيني وخاصة في الجهة التي ظهر فيها الوباء مع العلم أن السبب الأساسي لأكل لحم هذا الحيوان هو لمزاعم واعتقادات أن لذلك فوائد جنسية(vertus aphrodisiaques ( ، وقد أكد الدكتور جيروم سالومون(Jérôme Salomon) المدير العام للصحة في وزارة الصحة الفرنسية في إحدى الندوات الصحفية أن الباحثين والعلماء الصينيين لم يستبعدوا البتة أن يكون سبب انتقال فيروس الكورونا للإنسان سببه الحيوان المذكور وهذا بطبيعة الحال يجرنا للحديث عن الأهمية القصوى التي يعطيها الدين الإسلامي للمأكل الذي يجب أن يكون طيبا بمعنى أن يراعي أولا وقبل كل شيء قواعد النظافة وحفظ الصحة علاوة على وجوب أن يكون مصدره من كسب حلال ولقد أخبرنا المولى عز وجل في القرآن الكريم بما يلي: " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" صدق الله العظيم (سورة البقرة الآية 168) كما تضمنت الآية 173 من نفس السورة ما يلي: " إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" صدق الله العظيم وكذلك أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على ما يلي: " و لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق" صدق الله العظيم (سورة الأنعام الآية 121)، وفي نفس هذا المضمار فقد حث الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى على الوضوء (الذي هو عبادة في حد ذاته وهو من الشروط الضرورية لإقامة الصلاة التي هي من الأركان الأساسية للإسلام) قبل الأكل فقد ورد في الحديث النبوي الشريف ما يلي: " الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر قبله وبعده ينفي اللمم" وفي رواية أخرى "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" وقد فسر الإمام أبو حامد الغزالي هذا الحديث في كتاب إحياء علوم الدين (انظر كتاب الأكل وهو الكتاب الأول من ربع العادات) على النحو التالي:" ولأن اليد لا تخلو من لوث في تعاطي الأعمال فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة ولأن الأكل لقصد الاستعانة على الدين عبادة فهو جدير بأن يقدم عليه ما يجري منه مجرى الطهارة من الصلاة "، وبالتالي فإنه من نافلة القول أن الإسلام قد أولى مسألة طيب المأكل ونظافته الأهمية اللازمة لثبوت تسبب المأكل الذي لا يحترم قواعد النظافة والصحة لمصائب كالتي نعيشها اليوم وقد باتت فرضية انتقال الفيروس من الحيوان المذكور للإنسان (والذي كما ذكرنا أعلاه أن الإقبال عليه لأغراض لا علاقة لها البتة بالتغذية السليمة) غير مستبعدة كما أكد أهل الذكر المشار إليهم أعلاه.
أما الآن وقد بات الوباء واقعا مفروضا على الجميع يتبين أن الحل الجذري الوحيد المتبع للتوقي منه من قبل جل الدول المتقدمة والتي لا مجال للشك أنها تمتلك أعتى الأنظمة الصحية وأحسن مراكز البحوث العلمية في المجال الطبي هو الحجز الذاتي أو الحجر الصحي(la mise en quarantaine) .
أكثر العلماء يؤكدون أنه لن يتم إعداد تلقيح لفيروس الكورونا قبل سنة ونصف وقد أكد الطبيب الفرنسي المختص في علم الأوبئة جون دافيد زيتون(Jean David Zeitoun, épidémiologiste ( في صحيفة لوموند الفرنسية الصادرة في تاريخ 23 مارس 2020 ما يلي: "إن الحجر الصحي العام هو أضمن طريقة للقضاء على الوباء"
Le confinement généralisé est la façon la plus sûre pour endiguer la pandémie))
وتجدر الإشارة أنه حتى الدول العظمى من بينها بريطانيا والتي لم تنتهج في البداية سياسة الحجر الصحي لمقاومة الوباء وارتأت انتهاج سياسة أخرى سميت بالمناعة الجماعية(Immunité collective) راجعت حساباتها كليا لثبوت فشل تلك السياسة وأدركت أن الحل الوحيد لمقاومة الوباء حاليا هو إتباع سياسة الحجر الصحي.
إن هذه السياسة أو الكيفية في مقاومة الأوبئة قد أخبر بوجوب إتباعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين حدث الصحابة عن كيفية التعاطي مع وباء الطاعون فقال لهم في الحديث الشريف ما يلي: "إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرار منه"، وهذا الحديث تم الاستشهاد به من قبل أحد أهم الصحف الأمريكية وهي جريدة نيوزويك في عددها الصادر بتاريخ 17 مارس 2020 والذي ذكر فيها كاتب المقال الصحفي قريق كونسيدين(Graig Considine) ما يلي: "إن خبراء مثل عالم المناعة الدكتور أنطوني فوشي والصحفي الطبي الدكتور سانجاي قوبتا يقولان أن التحلي يالنظافة واعتماد الحجز الذاتي والابتعاد عن الآخرين هي أكثر الطرق الناجعة لمقاومة الكوفيد 19 وهل تعلمون من أوصى بكل هذا أثناء الوباء؟ إنه محمد نبي الإسلام وذلك منذ 1300 سنة وبالرغم من أنه لا يمكن اعتباره خبير في الأمراض القاتلة إلا أن محمد كانت له نصائح جيدة للتوقي ومحاربة تطور وباء مثل الكوفيد 19..."
Experts like immunologist Dr. Anthony Fauci and medical reporter Dr.Sanjar gupta are saying that qood hygiene and quaranting or the practice of isolating from others in the hope of preventing the spread of contagious diseases are the most effective tools to contain COVID 19 , Do you know who else suggested good hygiene and quarantining during a pandemic ? Muhammad the prophet of Islam over 1300 years ago. While he is by no means a traditional expert in matters of deadly diseases Muhammad nonetheless had sound advice to prevent and combat a development like COVID-19 Muhammad said : « if you hear of an outbreak of plague in a land do not enter it but if the the plague outbreaks out in a place while you are in it do not leave that place ». (
مع العلم وفي نفس هذا الإطار أن منظمة الصحة العالمية قد بيّنت أنه من بين الطرق الواجب إتباعها للتوقي من وباء الكورونا هو غسل اليدين باستمرار ومن المعلوم في هذا المضمار أن الإسلام يفرض الوضوء قبل إقامة شريعة الصلاة التي هي واجبة على الأقل خمسة مرات في اليوم وفي أوقات مختلفة وبالتالي سيجد المسلم نفسه بصدد غسل يديه على الأقل عشرات المرات في اليوم هذا علاوة على أنه من بين السنن المؤكدة غسل اليدين قبل الأكل وبعده كما تم بيانه أعلاه، هذا مع التأكيد أن الحرص على ترسيخ قواعد النظافة وحفظ الصحة العامة في الإسلام وما يمكن أن ينجر عند الإخلال بها من كوارث صحية وبيئية كالذي نعيشه اليوم وصل إلى حد قول الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما يلي: "عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فرأيت من محاسن أعمالها الذي يماط عن الطريق ورأيت من مساوئ أعمالها النخامة في المسجد تترك ثم لا تدفن" أو الحديث النبوي الشريف الذي قرن فيه الرسول الكريم بين الإيمان والنظافة حين أكد أن النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان مع وجوب التأكيد أن بلدنا تونس قد فرضت السلطات فيه الحجر الصحي وألزمت المواطنين بإتباعه ويجب لهؤلاء معرفة أن في خرقه خرق لواجب شرعي وهو طاعة ولي الأمر ويتجه هنا التذكير بقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" صدق الله العظيم (سورة النساء الآية 59) وأيضا بالحديث النبوي الشريف الآتي بيانه: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره ويليكم الفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق".
والحالة ما ذكر وبعد أن تم بيان الأسباب التي من الممكن أن تكون وراء تفشي الوباء المذكور من جهة وبيان كيفية التوقي منه من جهة أخرى وطالما تبين بصفة لا لبس فيها أن ما تضمنه الدين الإسلامي الحنيف بخصوص ما تم التعرض له من شأنه أن يكون مفيدا وأيضا مواكبا للعصر بشكل ملفت للنظر فإن الإجابة عن تساؤلنا بخصوص كيفية التحلي بالشجاعة في مواجهة عدو غير تقليدي بما أنه غير مرئي وخفي أربك العالم بكيفية لا نظير لها المتمثل في وباء الكورونا سيكون باعتماد نفس المقاربة والمنهجية المعتمدة أعلاه:
من الثابت أن الوباء في ديننا الإسلامي يعد من قبيل الابتلاءات والابتلاء هو نوع من الامتحانات ولهذا قال سبحانه وتعالى: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين/ وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين/أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" صدق الله العظيم (سورة آل عمران الآيات 140، 141، 142) وقال أيضا: " ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين/ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون/ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " صدق الله العظيم (سورة البقرة الآيات 155، 156، 157)، وبالتأمل مليا في ما تضمنته الآيات المذكورة يتبين أن المولى عزّ وجل يشير إلى الصبر ويحث بالتالي على ضرورة التحلي به ولهذا أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبر نصف الإيمان كما بيّن أن انتظار الفرج بالصبر عبادة مع العلم أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يعدون إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى ولهذا سأل الرسول الكريم جماعة من الأنصار على علامة إيمانهم، فقالوا: نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء، فقال: مؤمنون ورب الكعبة، وحتى الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه لما سئل عن تعريف الجهاد أخبرهم أن الجهاد هو صبر ساعة وبالتالي فإن الصبر هو منبع القوة المعنوية.
وفي نفس هذا الإطار ولربط ما ذكر حول أهمية الصبر مع مسألة الوباء فإن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم على وباء الطاعون أجابها كما يلي: "إنه كان عذابا يبعثه الله على ما يشاء وجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد" ومن المهم تدعيم هذا الحديث النبوي الشريف بحديث آخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي: "عجبا لأمر المؤمن كله له خيرا وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" وهذا الحديث الآخر يستخلص منه وجوب التحلي بالإيجابية دائما حتى في أحلك الفترات وقد توصل علم النفس الحديث إلى نتائج مفادها كون الصدمات النفسية(les chocs émotionnels ) لو يتم التعامل معها بالشكل الأنسب بالصبر عليها ومحاولة السيطرة على النفس بالتحلي بالطمأنينة والرصانة والثبات واستخلاص العبر منها يمكن أن تكون بوابة خير للمصاب بها ومن المعلوم أنه من بين السنن الكونية وجوب الاحتراق للإشراق، وهنا لا بد بالتذكير بمقولة أحد أشهر الأطباء التي عرفتهم الإنسانية ابن سينا حين أكد أن الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء الصبر أول خطوات الشفاء وبالتالي أعتقد جازما أن كل ما وقع بسطه من احتواء ثقافتنا الإسلامية لكل ما يلزم من تمكيننا من مواجهة المصاعب مهما كانت شدتها وهذا لا يمكن إلا أن يبث فينا الشجاعة الواجب التحلي بها في مثل هذه المواقف التي تمر بها بلادنا العزيزة والعلم بأسره.
وختاما، فإنه من نافلة القول أن ميزان العدل في العالم قد اختل تماما وأن هناك ظلم رهيب مسلط بشتى أنواعه منه الاقتصادي ومنه الاجتماعي ومنه العسكري ومنه الأخلاقي إلخ يجعل من الإنسانية قاطبة تعيش في أحلك فتراتها بالرغم من التطور العلمي والتكنولوجي الهائل والرفاهية والبذخ الذي ينعم به البعض إلا أن هناك نسبة كبيرة من البشرية تعيش في قهر لا مثيل له وقد تفطن العلامة ابن خلدون لهذه المسألة في مقدمته حين أشار حرفيا لما يلي: "و لا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض و لا سبب كما هو المشهور بل الظلم أعم من ذلك وكل من أخذ ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه فجباة الأموال بغير حقها ظلمة والمعتدون عليها ظلمة والمعتدون عليها ظلمة والمنتهبون لها ظلمة والمانعون حقوق الناس ظلمة وغصاب الأملاك على العموم ظلمة ووبال كل ذلك عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها لإذهابه الآمال من أهله واعلم أن هذه هي الحكمة المقصودة في تحريم الظلم وهو ما ينشأ عنه فساد العمران وخرابه وذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري وهي الحكمة العامة المراعية للشرع في جميع مقاصده الضرورية الخمسة من حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال لما كان الظلم كما رأيت مؤذنا بانقطاع النوع لما أدى إليه من تخريب العمران كانت حكمة الحظر فيه موجودة فكان تحريمه مهما"وبالتالي فإن ما يشهده العالم جراء تفشي وباء الكورونا يؤكد نظرية العلامة ابن خلدون الآنفة الذكر.
ولا يمكن أن يكون تفشي الوفاء المذكور باعتماد منطق الصيرورة التاريخية أمرا اعتباطيا مع وجوب التذكير في هذا الصدد أن العالم المتقدم بأعتى جيوشه وبقنابله النووية وبالتكنولوجيا التي لا نظير لها أضحى عاجزا على مقاومة وباء مصدره فيروس لا يرى بالعين المجردة، وأضحى طوق النجاة الوحيد لقاومته هو انتهاج سياسة صحية حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا وفي هذا كان الأديب الفرنسي المشهور ألفوس لامارتين(Alphonse Lamartine)على حق حين أكد أن محمدا هو أعظم إنسان عرفته البشرية.
إن فيروس الكورونا هو درس لكافة البشر حتى يعرف الإنسان أنه مهما ظن أنه قد عظم شأنه فإنه لا بد أن يتواضع ويدرك حدوده أمام عظمة خالقه ويسعى جاهدا لفعل الخير في دنياه وتجنب الظلم في شتى أشكاله والذي بيّن العلامة ابن خلدون كما ذكرنا أعلاه عاقبته، بسم الله الرحمان الرحيم: " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب/ ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز" صدق الله العظيم (سورة الحج الآية 83 والآية 84).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.