لا حديث الا على كورونا, لا تندر الا بكورونا, لا خوف ولا فزع الا من كورونا, لا مفر من الكورونا المجنونة الا الى الدقيق والطحين و"المقرونة"...من ووهان الى طهران مرورا بروما وصولا الى برشلونة, مشارق الارض ومغاربها تتحدث كورونا, فماذا فعلت بعالمنا ايتها الملعونة? في الاثناء عالم يبحث و يفكر, وعالم مستهلك مستهتر, عالم ينشد الشفاء والحلول, وعالم في الترهات يصول ويجول, عالم يتسابق على دواء للوباء, وعالم يتهافت على الخبز والغذاء, عالم يرفع العلم في وجه الكورونا, وعالم تسلح بالطحين والمقرونة, كم انت حقيرة ايتها الملعونة...وعد منا ...سنهزمك بالدقيق يا مجنونة.. استشرى التحليل و التنظير, وتعالت الهتافات والتكبير, ليلا ابتهال وتضرع, ونهارا لهفة وتبضع..."السميد جا السميد وفا, المقرونة موجودة الفارينة مقطوعة, جيب خمسة خبزات, والا جيب عشرة فرد مرة, جيب دبوزتك واجري كميون الغاز جا...ما تسمع كان هات هات"...حقا انها المأساة... فهاجس نفاذ الدقيق والمقرونة صار اكبر من الخوف من الاصابة بالكورونا ...لا تستعجلي سنهزمك بالطحين يا ملعونة... لكن, مهلا يا صديقي...اين الدقيق? اين الطحين? اين المقرونة?... لقد لهفها المحتكرون المستكرشون, وعند الشدائد يعرف الانتهازيون, يأكلون ولا يشبعون, يسرقون القوت ولا يبالون, لم يتركوا للشعب الكريم غير الفزع والجنون, جنون اللهفة والتهافت على الطحين والدقيق والمؤونة..فرج الله كربنا كرب العالم, والله لا يقطعلنا مقرونة...