انطلقت الأبحاث في قضية الحال على إثر ورود مكالمة هاتفية على ممثل النيابة العومية المكلف بحصة الاستمرارصادرة على رئيس مركز الاستمرار للأمن الوطني بالحمامات مفادها قبول ادارة مستشفى الطاهر المعموري بنابل لمجموعة من الأشخاص تعرضوا الى الاختناق بالغاز داخل اقامة بالمكان وذلك في الليلة الفاصلة بين 8 و9 افريل 2008 واتضح وأن احد المتضررين فتاة قاصر عمرها 19 عاما توفيت وثبت من التحريات الاولية ان المتضررين استغلوا غرفتين ومارسوا الجنس فيما بينهم وان الهالكة لا تحمل اثار عنف مع وجود آثار تقيء على ارضية غرفة الجلوس. وبسماع والد الهالكة لدى قاضي التحقيق بقرمبالية افاد ان ابنته زاولت دراستها باحدى قرى الشمال الغربي ثم انقطعت عنها ودرست الاعلامية وتحصلت على شهادة في ذلك وخلال شهر اوت 2007 تحصلت على شغل بمصنع بالعاصمة واقامت رفقة فتيات يعملن معها وكان يزورها في غالب الاحيان كما انها تزوره بدورها وقبل الواقعة باسبوعين اعلمته بانها تحصلت على عمل بجهة بنزرت وانها ستقيم هناك رفقة صديقتها ويوم 4 افريل زارت الهالكة اهلها رفقة صديقتها التي تقيم معها وبقيتا بالمنزل الى غاية يوم 7 افريل وقد اتصلت الهالكة بوالدها واعلمته انها تسلمت المفتاح من صاحب المنزل غير انه يوم 9 افريل تم اعلامه بوفاتها على اثر اختناقها بالغاز بمدينة الحمامات وقد ثبت من خلال الابحاث ان الهالكة وصديقتها تعرفتا على شابين نقلاهما الى مدينة الحمامات اين قضوا السهرة ثم تحولوا الى اقامة بالمكان لقضاء بقية الليل واثناء تواجدهم بغرفتين تسرب الغاز مما ادى الى اختناقهم الا ان الهالكة تعكرت حالتها الصحية بسبب استنشاقها لكمية هامة من الغاز ادت الى وفاتها. وقد تم على ذمة الابحاث ايقاف كهلين وهما موظفين كما تم ايقاف وكيل الاقامة التي جدت بها الواقعة. إقامة لتعاطي الخناء ولدى قاضي التحقيق بقرمبالية اقر وكيل الاقامة بحجزه لغرفتين للمتهمين والفتاتين ومؤكدا ان ذلك كان على حسن نية واضاف انه ليلة الواقعة تقدم منه المتهم الاول وطلب منه ان يحجز له غرفتين بعد ان ادلى له بهويته كموظف واعلمه بانه سيعود في ساعة متأخرة من الليل رفقة صديق له وخطيبته وصديقتها فتسلم وكيل الاقامة منه 30 دينارا كتسبقة وبعد قدوم كامل المجموعة تولى الوكيل تدوين هوية كافة الاطراف على البطاقات الخاصة بالنزلاء بعد ان استظهروا له ببطاقة هويتهم وتفطن حينها ان الفتاتين لم تتجاوزا سن العشرين فاعتقد وان سن الرشد هو 18 عاما فقط ثم تولى المتهم الاول دفع بقية اجرة الاقامة ومكنهم الوكيل من غرفتين على اساس ان يستقل المتهمان غرفة في حين تستقل الفتاتان غرفة ثانية واضاف الوكيل ان احد المتهمين تقدم منه وطلب منه التثبت في آلة تسخين الماء فتولى الوكيل تشغيل الآلة وعاد الى غرفته وخلال استنطاقه نفى الوكيل المتهم عن نفسه نفيا قطعيا ان يكون اعد الاقامة التي يشرف عليها كمحل للخناء وانما تصرف مع المتهمين عن حسن نية ولم يكن يعلم انهم حجزوا الغرفتين لممارسة الجنس كما اعتقد وان تمكين الفتاتين من الاقامة غير مخالف للقانون رغم عدم بلوغهما سن العشرين. اما المتهم الثاني وهو موظف فقد نفى مواقعته للهالكة او صديقتها ولا يعلم ان كانتا قد مارستا الجنس مع صديقه المتهم الثالث كما نفى علمه بكونهما قاصرتين. ولدى قاضي التحقيق اعترف المتهم الثالث بمواقعة الهالكة ونفى علمه بكونها كانت قاصرا باعتباره لا تربطه بها علاقة سابقة وانما تعرف عليها يوم الواقعة وقد نقلها الى مدينة الحمامات رفقة صديقتها بطلب منها دون ان يستعمل معها اي ضغط او عنف او اكراه كما ان مواقعته لها كانت برضاها وبطلب منها. وقد احيل المتهمون الثلاثة وهم وكيل اقامة وموظفان اول امس على انظار هيئة الدائرة الجناحية الصيفية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية لمقاضاة المتهم الاول من اجل التوسط في الخناء باعداد محل لذلك وضد قاصر والثاني والثالث من اجل نقل شخص من المكان الذي وضعه به اولياؤه بدون حيلة ولا عنف ولا تهديد وتضاف للثاني تهمة مواقعة انثى برضاها سنها فوق الخامسة عشر عاما كاملة ودون العشرين سنة كاملة.