تونس الصباح: جهود كبيرة تبذل وعناية متزايدة توجه لهياكل الطب الاستعجالي من خلال تطوير المهارات الطبية وشبه الطبية والادارية لتأمين افضل الخدمات الممكنة في هذا القطاع الصحي لفائدة ملايين الزائرين لاقسامه الاستشفائية سنويا.. ورغم ان تواصل بعض الاشكاليات داخل هذه الاقسام ومنها طول الانتظار الذي يشكل في واقع الامر قاسما مشتركا وانطباعا عاما لدى معظم رواد الاستعجالي في العالم لا يستثنى منه اي بلد مهما تطورت خدماته الصحية فان السعي الى التقليص من مدة الانتظار واحكام التصرف في العدد الضخم للحالات الوافدة يمثل هاجسا يوميا لنا وهدفا للهياكل الصحية الساهرة على هذا القطاع عبر التوسع في شبكة الاحداثات لتقريب هذه الخدمة من المواطن وتحسين خدماتها ودعم الاحاطة بعنصر التكوين. وبالنظر لما تتميز به هذه الحلقة من اهمية ونقصد بها تكوين الاطار الطبي وشبه الطبي نتوقف في هذه المساحة عند ابراز بعض جوانب هذا العنصر لاسيما بعد ان تم تدعيم التكوين الاساسي والمستمر. من بين ابرز التوجهات والبرامج التي تم اقرارها في هذا المجال احداث ماجستير مختص في الطب الاستعجالي يعنى بالاحاطة بالحالات الاستعجالية ويدرس بكل من كليات الطب بتونس وسوسة وصفاقس مكن من تكوين ما يزيد عن 300 طبيب في هذا المجال. كما اصبح الطب الاستعجالي اختصاصا قائم الذات يتابعه نحو 35 مقيما مع التوجه نحو مزيد تدعيم عدد المزاولين لهذا الاختصاص في السنوات القادمة. المساعدة الطبية الاستعجالية على صعيد اخر وبالنظر الى اهمية تقريب الخدمات الاستعجالية لمستحقيها ودعم خارطة الفضاءات سيتواصل العمل بدعم التغطية لمختلف المناطق باقسام المساعدة الطبية الاستعجالية والمصالح الطبية المتنقلة للاسعاف والانعاش لبلوغ هدف تركيز مصلحة من هذا النوع بكل ولاية ودعم اليات التنسيق بين مختلف المتدخلين في هذا المستوى. كما ستتعزز الجهود الرامية الى تهيئة اقسام الاستعجالي لملاءمة فضاءاتها مع الاستعجالي. للتذكير نشير الى ان خريطة شبكة اقسام المساعدة الطبية الاستعجالية (SAMU) تغطي حاليا خمس ولايات هي تونس وسوسة وصفاقس وقابس وقفصة ما يعادل 40% من مساحة البلاد و70% من عدد السكان في انتظار دخول قسم جديد حيز الاستغلال هذه السنة بجندوبة. وناهزت تدخلات هذه المصالح الطبية المتنقلة البالغ عددها 13 مصلحة اكثر من 17 الف حالة.