تونس-الصباح :أكثر من 3 ملايين و800 ألف مواطن يؤمون سنويا أقسام الاستعجالي في مستشفياتنا والبالغ عددها 182 وحدة موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، في الوقت الذي يؤكد فيه المشرفون على قطاع الطب الاستعجالي أن 40 بالمائة فقط من الحالات الوافدة على أقسام الطب الاستعجالي ينطبق عليها وصف الحالة الاستعجالية وأن الستين بالمائة المتبقية هي حالات تهم العيادات العادية وليس أقسام الاستعجالي. هذا الضغط المبالغ فيه المسلط على منظومة الطب الاستعجالي إلى جانب جملة من النقائص المرتبطة برواسب التعامل مع مفهوم الطب الاستعجالي في السابق من حيث اهمال عامل الاستقبال في الأقسام الاستعجالية وعدم العناية بالفضاءات والعنصر البشري العامل في هذه الأقسام...، جعلت أداء منظومة الطب الاستعجالي محل انتقاد وتذمر متواصل من المواطن الذي يرى ضرورة ملحة للنهوض بمجال الطب الاستعجالي وتدعيمه وتحسين خدماته.فماذا عن المشاريع الحالية والمبرمجة على المدى القريب لتحسين آداء منظومة الطب الاستعجالي؟ أفادنا في هذا السياق السيد نوفل السمراني مسؤول وحدة الطب الاستجالي بوزارة الصحة العمومية أنه لمواجهة ازدياد عدد المتوافدين على أقسام الطب الاستعجالي والذي يتراوح سنويا بين 5 و 6بالمائة برمجت الوزارة جملة من المشاريع ضمن محاور الاستراتيجية الوطنية للنهوض بقطاع الطب الاستعجالي منها ما يتصل بالاستعجالي في المرحلة ماقبل المستشفى أي على مستوى أقسام المساعدة الطبية الاستعجالية والمصالح الطبية المتنقلة للاسعاف،وأخرى تشمل الاستعجالي في مرحلة المستشفى بالإضافة إلى تدعيم جانب التكوين ورسكلة العنصر البشري. ينتظر في الجانب المتعلق بالاستعجالي ماقبل المستشفي أن تشهد السنة المقبلة تعزيز أقسام المساعدة الطبية الاستعجالية samu باحداث قسم جديد بجندوبة مع الإشارة إلى أن عدد هذه الأقسام يبلغ حاليا 5 أقسام متواجدة في كل من تونس وسوسة وصفاقس وقابس وقفصة .ستشهد السنة المقبلة أيضا تدعيم المصالح الطبية المتنقلة للاسعاف والانعاش smur وذلك من خلال احداث وحدة بنابل وأخرى ببنزرت مع العلم أن عدد هذه المصالح يبلغ حاليا 13 وتعمل الوزارة على بلوغ مصلحة بكل ولاية مع نهاية المخطط الحالي. الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية تهم المشاريع المبرمجة في نطاق الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية انشاء عدد من الأقسام الاستعجالية الجديدة وتهيئة البعض الآخر على غرار الشروع خلال السنة المقبلة في تهيئة القسم الاستعجالي بمستشفي شارل نيكول وبمستشفي الحبيب ثامر بالإضافة إلى انطلاق أشغال القطب الاستعجالي بمستشفي المرسى ودخول مركز الكسور والحروق البليغة ببن عروس حيز الاستغلال والذي من المنتظر أن يؤمن الإحاطة بالحالات الاستعجالية القصوى. ستواصل الوزارة كذلك تعميم الإجراءات التنظيمية داخل الأقسام الاستعجالية لتحسين ظروف الاستقبال والإحاطة بالمرضى التي انطلقت كتجربة نموذجية بالمنستير وينتظر تعميمها على جميع أقسام الاستعجالي. التكوين في الاستقبال في السياق ذاته المتصل بتحسين ظروف الإحاطة بالمرضى وضمن المحور المتعلق بالتكوين نشير إلى التوجه الجديد للوزارة لتدعيم سلك مهنيي الصحة وتكوينهم في الاستقبال وانتقاء المرضى حسب خطورة الحالة من منطلق أن جانب الاستقبال والقدرة على تحديد حالة المريض لها دور هام في تجنب عدد كبير من المشاكل في أقسام الاستعجالي والمرتبطة أساسا بالتعامل مع مرافقي المريض في الأقسام الاستعجالية وتأمين التدخل السريع للحالات الاستعجالية الفعلية. ودائما في نطاق الحديث عن دعم التكوين في قطاع الطب الاستعجالي تشير مصادر الوزارة إلى وجود برامج في نطاق تأمين التكوين المستمر للأطباء والممرضين وذلك عبر برمجة ما يقارب 10 دورات تكوينة على المستوى الوطني خلال السنة المقبلة هذا بالإضافة إلى جملة من الدورات التكوينية الجهوية والمحلية...