مرة أخرى نستفيق على مهزلة جديدة مسرحها مجلس نواب الشعب ، تحولت معه "المواجهة" الى مناوشات واستفزازات ومشادّات، ولقطات أخجلت قبّة البرلمان، ولم تُخجل النائبات "الموقرات"، اللاتي يبدو انهن دخلن في تربص مغلق، حول الملاصقات، و"الشطحات"، وكسب المواجهات، في "دربي" جديد، تحول الى صراخ وعويل وصياح، في "مندبة" أثارت استياء وغضب التونسيين، الذين ملوا مثل هذه المهازل والفضائح، التي أصبحت "خبزهم اليومي". المشهد اليوم كان، صادما، صاعقا ، مقززا، مثيرا للاشمئزاز والسخط وحتى "اللعنات"، بل انه كان أكثر سوادا وقتامة من كل المشاهد "الكاراكوزية" السابقة، انهارت معه صورة البرلمان الى ما تحت "القاع"، في ظل ملاسنات ومناكفات و"ملاكشات" و"كلاشات"، عطلت أشغاله وأغرقته في الصراعات الحزبية والتجاذبات المصلحية، التي ضاعت معها الملفات الحقيقية للتونسيين، في وطن مشلول تعصف به الأزمات من كل حدب وصوب. مهازل "السردكة" والتناطح و"العراك"، التي فاقت طاقة تحمل التونسيين، دفعت رئيس الجمهورية قيس سعيد الى لقاء رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونائبيه سميرة الشواشي وطارق الفتيتي ، وتوجيه تنبيه شديد اللهجة ، بمثابة الإنذار الأخير ، قبل ان يضع أياديه على الزناد لاطلاق الصواريخ ، التي قال انها على "منصات اطلاقها".