في مستشفى جهوي وغير جامعي وبامكانيات بشرية غير كبيرة وبامكانيات مادية ولوجستية متواضعة نجت امرأة في العقد السادس من العمر وهي أصيلة مدينة توزر، من فيروس كورونا وغادرت ،امس الخميس، المستشفى الجهوي الهادي جاب الله بتوزر اثر تأكد شفاءها بعد أن قضت 12 يوما في قسم الانعاش و19 في قسم كوفيد بنفس المستشفى. وتقول هدى ماطر مساعدة إستشفائية جامعية في الإنعاش ورئيسة قسم الإنعاش الطبي في تصريح ل "الصباح نيوز" أن المريضة حين تم ادخالها الى قسم الانعاش كانت في حالة صحية صعبة وتُعاني من ضيق تنفس حاد وحرارة مرتفعة جدّا، وأول ما تم استقبالها وقع استعمال جهاز التنفس الاصطناعي لكن دون بنج على اعتبار أن المريضة لم تكن في غيبوبة بل واعية، وكانت لا تتنفس الا باستخدام الجهاز حيث وضع الجهاز، بنسبة مائة بالمائة، وبعد 3 أيام بدأ الفريق الطبي في انقاص درجة الاكسجان المتأتية من الجهاز الى أن وقع استبدال الآلة بالقناع "الماسك" مع اعتماد بروتوكول كوفيد. تعامل الفريق الطبي مع مصاب بكورونا عادة ما يكون بطريقة حذرة وفي هذا الصدد أفادت ماطر "لدي ابنتان صغيرتان يكذب من لا يخاف نهائيا ولكن هذا واجب ولا يمكن ترك شخص مريض يمكن أن تتعكّر حالته ونفقده ونبقى نتفرج بينما يمكن انقاذ حياته،واذا بقي الجميع يتفرج من سيُعالج؟." وذكرت أن جميع الفريق الطبي فرحوا دون استثناء لنجاحهم في معالجة المريضة خاصة بعد التعب والخطر الذي كان مُحدقا بالمُصابة مع امكانية انتقال العدوى لهم، بما أن العدوى تكون أكثر انتشارا عندما لا يكون المريض في حالة غيبوبة، مشيرة الى أنه كلما سمعت بخبر اصابة أحد زملائها من الاطار شبه الطبي بالجهة الا وتملّكها الحزن. وتابعت ماطر أنها وزملائها حاولوا أخذ جميع الاحتياطات اللازمة مع اجراء تحاليل. وحول الامكانيات البشرية والمادية واللوجستية للمستشفى أكدت أنه مستشفى جهوي وليس جامعي وبه طبيبان فقط للانعاش وهو عدد قليل مع فريق صغير من الممرّضين والتقنيين في قسم الانعاش وفي حاجة الى تعزيزات بشرية، كما أن المستشفى في حاجة الى المزيد من أجهزة التنفس الاصطناعي التي تساعد كثيرا اذا تأزمت حالة المريض ومع تطور الوضع الويائي في الجهة وتسجيل اصابات جديدة. وقالت ماطر أنه يوجد 5 أسرة انعاش و 5 أجهزة تنفس اصطناعي ومع اعلان المجلس الجهوي قرارا بتحويل مبلغ لاقتناء 5 أسرّة إنعاش مجهّزة بكلفة 600أ.د ،شددت على ضرورة اقتناء أجهزة تنفس اصطناعي وتكون أكثر تطورا من الموجودة حاليا".