تبدأ غدا الاربعاء أعمال المؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي يرأسه منذ تحول 7 نوفمبر1987 الرئيس زين العابدين بن علي.. تحت شعار "التحدي".. بحكم حجم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تواجه البلاد حاضرا ومستقبلا.. بعدما بلغه المجتمع التونسي من تقدم ووعي وانفتاحه اقتصاديا واعلاميا وثقافيا وسياسيا على محيطه الدولي.. هذا المؤتمر يعقد بحضور ضيوف من 92 حزبا ومنظمة دولية وأكثر من 170 شخصية قيادية من مختلف دول العالم وحوالي 2715 نائبا فضلا عن آلاف المدعوين لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي ينتظر ان يشرف عليها الرئيس بن علي ويلقي خلالها الخطاب السياسي الافتتاحي للمؤتمر.. وتتجه انظار كثير من المراقبين السياسيين في تونس وخارجها الى هذا الحدث السياسي الذي سيضع اللمسات الاخيرة لملامح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العامة المقررة لعام 2009 والانتخابات البلدية لعام 2010. كما ستكشف النتائج الانتخابية للمؤتمر ملامح تعديلات في مستوى عدد من الهياكل الحزبية والسياسية وطنيا وجهويا وقد ينعكس بعضها على تركيبة مؤسسات حكومية غير حزبية او البعثات الديبلوماسية.. بالرغم من كون التمشي الذي اختاره الرئيس بن علي منذ التغيير هو الانفتاح على الكفاءات الوطنية المستقلة والشخصيات غير المنتمية الى التجمع الدستوري الديمقراطي بما في ذلك بعض نشطاء المعارضة والمجتمع المدني والحقوقيين والاعلاميين والسياسيين والنقابيين المستقلين. كما كشف تطور علاقة الدولة بالتجمع الدستوري الديمقراطي منذ التغيير وجود ارادة سياسية عليا للتخلي عن بعض الخيارات التي لازمت قيادة الحزب الدستوري في العهد السابق ومن بينها تبنيه في مراحل عديدة صبغة ايديولوجية.. بينما بات الحزب اليوم مطالبا خاصة بلعب دور في المواعيد الانتخابية والسياسية الدورية.. على غرار غالبية الاحزاب غير الايديولوجية في العالم.. إن المؤتمرين سيناقشون طوال ايام مجموعة من المقترحات ومشاريع اللوائح قبل ان يخوضوا تجربتهم الانتخابية الداخلية.. والأهم هو أن تبدأ بعد المؤتمر مباشرة مرحلة تطبيق التوصيات المهمة الواردة في اللوائح.. خاصة ما تعلق منها بتحسين أداء المؤسسات المعنية بمتابعة ملفات الشباب ومشاغله وبترفيع معدلات التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية.. حسب المقاييس العالمية الجديدة.. حتى تكسب تونس.. كل تونس.. ورقة التحدي.. وتنتصر على جميع الصعاب الظرفية والهيكلية.. بفضل أبنائها الصادقين وفاء لمناضليها البررة..