الكرم الصباح: اختتمت في الساعات الاولى من فجر امس عملية فرز الاصوات بالنسبة لانتخابات أعضاء اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي التي كانت انطلقت صباح الجمعة بمشاركة 2715 ناخبا لتنتهي عمليات التصويت في حدود الثالثة من ظهر نفس اليوم. وأشرف على عمليات الفرز جميع اعضاء الديوان السياسي للتجمع الذين سهروا بأنفسهم على عمليات التصويت والفرز التي جرت على مستوى 16 مكتبا تحت معاينة عدد هام من الملاحظين وكذلك المترشحين لعضوية اللجنة المركزية. وقد اجمع الحضور على شفافية العملية الانتخابية وعلى المناخ الديمقراطي الذي ميّز مؤتمر "التحدي" انطلاقا من انتخاب نواب المؤتمر وصولا الى انتخاب اعضاء اللجنة المركزية جهويا ووطنيا. وقد تميّز المؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي بحركية كبرى أكدت التفاعل الوطني والحزبي مع هذه المحطة الوطنية الهامة. ويعتبر عدد نواب مؤتمر التحدي الاكبر في تاريخ التجمع حيث شارك 2715 نائبا في اشغاله بعد أن كان عدد المترشحين للجنة المركزية حطم بدوره الارقام السابقة بترشح 850 نائبا على المستوى الجهوي و362 على المستوى الوطني. وقد حققت نسبة التجديد على مستوى الانتخابات الجهوية للجنة المركزية بدورها الرقم القياسي ببلوغ هذه النسبة ال 83 بالمائة. الانطلاق نحو التحدي وحسب قادته ومناضليه فإن اختتام المؤتمر الخامس للتجمع لا يمثل الختام بل الانطلاق نحو "التحدي" وهو الشعار الذي تم اختياره للمؤتمر والذي يعكس الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهن للبلاد سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو الدولي من ذلك اندماجها الفعلي في منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي وما يستوجبه هذا الادماج من عمل واجتهاد ومثابرة، كما ينطوي على عديد الدلالات والابعاد تعكس النسق التصاعدي للنجاحات التي توفقت اليها البلاد على مدى العشريتين المنقضيتين والتي تقتضي مضاعفة الجهد من أجل تعزيزها وكسب ما تطرحه من رهانات جديدة. فالتحدي الذي رفعه التجمع في مؤتمره والمطالب بمواصلته في السنوات القادمة هو تحد على جميع المستويات أولها كسب رهان التشغيل ورهان الاستثمار في الرأس مال البشري. وتحدي الظروف الاقتصادية العالمية والمواكبة المستمرة للمستجدات العالمية والتعامل معها في إطار الحفاظ على التوازنات ومراعاة الاولويات الوطنية في ظل ارتفاع اسعار المحروقات ومختلف المواد الاساسية وخاصة منها الغذائية في الاسواق العالمية. إن التحدي الذي سيقدم عليه التجمع يعني التوفيق بين مصلحة الوطن ومصلحة المواطن في الان نفسه وأيضا كسب رهانات هامة أبرزها الحفاظ على استقرار البلاد ومناعتها وازدهارها وتحقيق الطموحات للشعب والوطن والارتقاء بتونس الى مصاف الدول المتقدمة. تعديلات وقد شهد مؤتمر التجمع المصادقة على عدد من التعديلات مست اللجنة المركزية للتجمع من حيث العدد والتركيبة والعمل والاداء.وتم دعم تركيبة المرأة والشباب والمناضلين ووثّق اللحمة بين أجيال التونسيين والتونسيات. وتبرز الرغبة في التحدي والتجديد خاصة من خلال لوائح المؤتمر التي تضمنت الطموحات والاهداف والتوجهات المستقبلية. انتهى مؤتمر التحدي،ليفسح المجال الى المواعيد والاستحقاقات السياسية القادمة وأبرزها الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2009 والانتخابات البلدية لسنة 2010.