المكنين - الاسبوعي: كان يعمل صيفا لمساعدة عائلته وعدم إثقال كاهلها بمصاريف دراسته... يحلم بمستقبل زاهر وهو الذي أجهد نفسه للحصول على شهادة تقني في الكهرباء من احدى مدارس التكوين المهني ولكن حلمه تبخّر فجأة... وشاءت الأقدار أن يرحل عن هذا العالم... أن يموت ولكن أي ميتة هذه وهو الذي ذبح أثناء عمله... إنه التلميذ (العامل) راوي حمامة الذي احتفل يوم 09 ماي الفارط بعيد ميلاده التاسع عشر والقاطن بأحد أحياء مدينة المكنين بولاية المنستير حيث يشهد له الأهالي بطبيبة القلب. مكالمة هاتفية وبحثا عن الحقيقة... عن أطوار الحادثة الأليمة التي اهتزت لها قلوب أهالي المكنين تحوّلت «الأسبوعي» إلى منزل العائلة المنكوبة... حيث كان الألم أول من استقبلنا والحزن ثانيهم والمأساة ثالثتهم... لا ترى في البيت أو في محيطه سوى الأسى المخيّم على الجميع وفي نفوس الجميع. اقتربنا من السيد عبد العزيز حمامة (والد المأسوف عليه) وتحدثنا إليه فقال: «في صباح يوم الحادثة سلّمت لراوي مبلغ 5300 مليم ليقتني لي بطاقة شحن ثم غادر البيت وفي حدود الساعة الواحدة والنصف اتصل بي هاتفيا لمعرفة إن كنت تلقيت رقم البطاقة عبر إرسالية أو لا وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال تلقيت مكالمة هاتفية ثانية من شقيقي هذه المرة يطلب مني فيها الاسراع بالعودة إلى البيت فعدت حيث أعلمني بأن راوي تعرّض لحادث شغل وفارق الحياة... كانت صدمة عنيفة تلك التي تلقيتها». مشهد فظيع ورغم ذلك فقد تحاملت على نفسي يتابع الأب: «وتوجهت إلى معمل الجلد الذي يعمل فيه راوي لاستجلاء الحقيقة ولكن الأعوان منعوني من رؤيته لبشاعة المشهد لقد كان الحادث فظيعا». وهنا يتدخل شقيق المأسوف عليه ليؤكد بشاعة الحادث «لقد طلب منّي راوي أن آتيه بقارورة ماء وتركته بصدد صيانة احدى الآلات بعد تعطبها وبعودتي وقفت على أبشع مشهد في حياتي... أخي مذبوح ورأسه يكاد يقطع ويفصل عن جسده فأطلقت عقيرتي بالصراخ حينها هبّ العاملون إلى المكان وأشعر الإطار الإداري أعوان الأمن والحماية وانطلقت التحريات». طارق عويدان