تذمّر من سرعة العربات ومن ضيق الأرصفة الأسبوعي- القسم القضائي: قبل لحظات كانت التلميذة النجيبة سنيا تحتضن شقيقها الأصغر وتطعمه... وقبل لحظات كانت تمرح بطفولتها وبراءتها... وقبل لحظات أيضا كانت تجتهد في دراستها لتكون دائما من المتفوّقين... حبّها للدراسة وحنينها للكتاب والكراس لا يمكن تحديده... ولكن هذا الكراس أنهى فجأة حياتها... صُدِمَ جميع أقاربها ومعلّموها ورفاق الدرب في الحي بباب سعدون بالعاصمة أو في المدرسة... كنّا في العدد الفارط أشرنا إلى الحادثة التي كتب لهذه الملاك أن تفارق الحياة إثرها ونظرا لبشاعتها وتوفّر تفاصيل جديدة حولها فقد تابعناها. تفوّق دراسي يقول محدثنا وهو من أقارب المأسوف عليها أن سنيا تدرس بالسنة الرابعة أساسي بإحدى المدارس بباب سعدون وعادة ما تتحصّل على معدل سنوي ممتاز وكثيرا ما نوّه معلموها بجديتها في الدراسة وبسيرتها الحسنة وأضاف «كانت مغرمة بدراستها إلى أبعد الحدود... كانت متعلّقة بها وتحلم بالتفوّق والنجاح». مشهد مؤلم وعن الحادثة يقول: «لقد تسلّمت دينارا من جدتها وتحولت إلى مكتبة بالحي لاقتناء كراس وعندما وجدت المكتبة مغلقة سلكت طريق العودة غير أن القدر وضعها وجها لوجه أمام حافلة كانت مارة بطريق باب سعدون إذ ما أن حاولت المسكينة قطع الطريق حتى تفاجأت بقدوم الحافلة فصدمتها وطرحتها أرضا». وعلمنا أن الحافلة دهست البنيّة في مشهد أصاب العديد من شهود العيان بالذهول وصدم الجميع فهشّمت رأسها متسبّبة في وفاتها على عين المكان. وقد خلّفت هذه الحادثة ألما في نفوس عائلة المأسوف عليها والأجوار حيث أكد لنا محدثنا أن الجميع في باب سعدون مستاؤون من تواصل حوادث المرور القاتلة التي عادة ما تستهدف المترجلين بسبب ضيق الأرصفة وسرعة العربات. للتعليق على هذا الموضوع: