استهداف أنواع عديدة من الأمراض وفي مقدمتها القصور الكلوي وأمراض السرطان تونس الصباح: أفادت مصادر مطلعة بوزارة الصحة العمومية أن من جملة الأهداف التي تم وضعها في المجال الصحي طوال المخطط الحادي عشر للتنمية هو إرساء منظومة لدعم التشخيص المبكر لبعض الأمراض المزمنة وكذلك التكفل بالحالات المتزايدة للمصابين بالقصور الكلوي والمصابين بالأمراض السرطانية. وقد علمنا أنه إستعدادا لتطبيق هذا البرنامج تم أيضا وضع دراسة لتوفير مستلزمات هذه الخطة من الموارد البشرية والمالية. فماذا عن هذه الخطة من حيث مراحلها وأساليب تطبيقها؟ وما هي أساليب التكفل للمصابين بها؟ ثم هل سيقتصر الاهتمام بها داخل منظومة الصحة العمومية أم على مستوى كافة المنظومات العلاجية؟ تطور بعض الأمراض المزمنة دعا إلى وضع خطة الكشف المبكر تفيد الإحصائيات الأخيرة في المجال الصحي أن عدد المصابين بالقصور الكلوي المزمن قد تطور من 2849 حالة سنة 1996 الى 4593 حالة سنة 2000 والى 6963 حالة سنة 2006. ولا شك أن هذا العدد قد تغيّر أيضا نحو الارتفاع خلال سنتي 2007 و2008. وبالتوازي مع ذلك أفادت الاحصائيات أ يضا أن الكلفة الجملية لمعالجة مرضى القصوراالكلوي قد تطورت من 37 فاصل 5 مليون دينار سنة 1996 الى 60 مليون سنة 2000 والى 84 مليون دينار سنة 2006 وأمام هذا الوضع قامت وزارة الصحة العمومية بتنفيذ جملة من البرامج الوقائية للتكفل ببعض الأمراض المزمنة التي تؤدي الى القصور الكلوي المزمن نذكر من بينها أمراض ضغط الدم والسكري. وتدعيما لآليات الوقاية والتكفل بالمصابين ستعمل وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة على تنفيذ هذا البرنامج الذي نشير إليه. ماذا في الخطة المزمع تطبيقها في هذا الغرض؟ تقوم هذه الخطة على اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية ذات الصلة بانتشار هذا المرض وأسبابه. وذلك من خلال: تعميم التشخيص المبكر لمرضى إرتفاع ضغط الدم والسكري بالهياكل الصحية العمومية، وذلك في إطار البرامج الوطنية للصحة العمومية، علما وأن ارتفاع ضغط الدم والسكري يتسببان بنسبة 30 في المائة من حالات الإصابة بالقصور الكلوي المزمن. تطوير عملية زرع الكلى، مع تسجيل تقدم ملحوظ خلال السنوات الثلاث الاخيرة، حيث تطور عدد المنتفعين من 40 الى 70 حالة موفى سنة 2006 . إحداث أقسام جديدة لطب الكلى والطب الباطني بالمستشفيات الجهوية مع توفير الموارد البشرية من أطباء وأعوان شبه طبيين، مع الاشارة إلى أنه خلال سنتي 2006 2007 تم إحداث قسمين لطب الكلى بمستشفى سهلول بسوسة ومستشفى الرابطة. مواصلة تنفيذ البرنامج المتعلق ببعث وحدات جديدة لتصفية الدم بالمستشفيات الجهوية والمحلية الكبرى، والذي ينتظر أن يكتمل مع موفى 2009، وهو برنامج يشمل 14 وحدة لتصفية الدم الامراض المزمنة وخطورتها وتجدر الاشارة الى الخطورة التي تكتسيها الأمراض المزمنة ومنها على وجه الخصوص مرض السرطان الذي يمثل جزءا هاما من نسبة المرضى والوفايات. ويفوق عدد الحالات الجديدة 10 الاف حالة سنويا، وما لهذا المرض من مضاعفات اجتماعية واقتصادية على الفرد والمجموعة الوطنية. وبناء على هذا حرصت وزارة الصحة العمومية على وضع الآليات والأسس لبلوغ هذا هدف التصدي للأسباب الكامنة وراء حصول الاصابات بهذا المرض الخطير، وذلك من خلال مخطط وطني لمقاومة الامراض السرطانية يجري تجسيمه تدريجيا. وتفيد مصادر الوزارة أنه في هذا الصدد وبالإضافة إلى الأقسام الحالية كمعهد صالح عزيز وأقسام المداواة بالأشعة والمعالجة الكيميائية بكل من سوسة وصفاقس تم أيضا إقرار إحداث مركز جديد لمعالجة الأمراض السرطانية بأريانة ستنطلق أشغال انجازه قريبا، وكذلك إحداث أقسام إقليمية بكل من الشمال الغربي (جندوبة) والجنوب الشرقي (قابس) والجنوب الغربي (قفصة) خلال المخطط الحادي عشر للتنمية. وفي انتظار انجاز هذه المشاريع، تم اتخاذ عديد الاجراءات للحد من ظاهرة الاكتظاظ ولاختصار آجال التكفل بعلاج المصابين بالامراض السرطانية تشتمل على جوانب عديدة نذكر منها بالخصوص: توسيع شبكة العلاج بتركيز أطباء في الجهات الكبرى بالبلاد للتكفل بالمعالجة الكيميائية بالتنسيق مع الفرق الاستشفائية الجامعية. تدعيم الاقسام الحالية بالموارد البشرية للعمل كامل اليوم بما في ذلك لفترة بعد الظهر. تعزيز أقسام الجراحة بكل من سوسة وصفاقس بأطباء مختصين في جراحة الامراض السرطانية واتخاذ اجراءات لتشريك القطاع الخاص في العلاج مع وضع خطة للتصرف السليم في الادوية وكذلك تحسين الاحاطة الاجتماعية بالمرضى.