الحدث الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي شهدته تونس في عطلة اخر الاسبوع كان التدشين الرسمي للطريق السيارة صفاقسمساكن الذي مكن من ربط أكثر تطورا بين العاصمة ووسط البلاد وجنوبها ووفر الارضية لتنمية أسرع لمختلف مناطق الوسط والساحل والجنوب. وقد أعلن رسميا بمناسبة زيارة رئيس الدولة زين العابدين بن علي إلى صفاقس أن الطريق السيارة في قسطها الجديد جزء من المشروع الطرقي الضخم الذي سيربط تونس العاصمة براس الجدير على الحدود التونسية الليبية مرورا بصفاقس وقابس ومدنين.. وأنه من المقرر مواصلة انجاز الطريق السيارة من عاصمة الجنوب حتى بن قردان ورأس الجدير في الاعوام القليلة القادمة.. وهو ما يتماشى مع شعار بناء الطريق السيارة المغاربية.. التي تعني ربط تونس بالحدود الجزائرية غربا وبالحدود الليبية شرقا.. لقد أثبتت التجربة أن تطوير البنية الأساسية عموما وشبكة الطرقات خاصة ساهم خلال العقود الماضية في ترفيع نسق التنمية الاقتصادية والبشرية شمالا وجنوبا.. شرقا وغربا...بل لقد أسست مناطق صناعية وأقطاب تجارية مهمة في مناطق الظل السابقة بفضل تحسين حالة الطرقات وشبكة التنوير.. ومن أبرز انجازات تونس خلال العقدين الماضيين شبكة المحولات في تونس الكبرى وفي المدن الرئيسية.. إلى جانب انجاز الطرقات السيارة الرابطة بين الحمامات ومساكنوتونس وبنزرت وتونس وادي الزرقاء.. فضلا عن تحسين حالة الطرقات الوطنية والجهوية والمسالك الريفية المهيأة..وخاصة الطرقات التي تربط بين القيروان والصخيرة.. ومدن الشمال الغربي بالجنوب الغربي.. والمناطق السياحية بالمطارات.. ولئن استفادت المجموعة الوطنية ككل من الطرقات الجديدة فان عديد المدن والقرى ستستفيد من الطريق السيارة مساكنصفاقس بفضل الانجازات المكملة لها ومن بينها خمسة محولات وعدة منشات فنية منها 54 ممرا علويا و3 ممرات سفلية إضافة إلى 5 جسور كبرى على الأودية و92 من المنشات المائية. إن كل هذه المكاسب مهمة جدا من حيث انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية المباشرة فعسى أن تقترن بدعم للنقل العمومي حتى لا يتسبب تضخم اسطول السيارات الخاصة في الحد من الأثر الايجابي للاستثمارات في قطاع تطوير البنية الاساسية.. وعسى أن يساهم الاتحاد الاوروبي والاشقاء المغاربيون والعرب في تمويل انجاز الاقساط المتبقية من انجاز الطريق السيارة المغاربية..