لا يكفي أن ننهزم بصورة مفاجئة جدا بملعب رادس أمام المنتخب البوركيني بعد أن تقدمنا في النتيجة ثم منحنا المنافس هدية أولى مجانية للتعديل وأردفناها بثانية (قالتلهم أسكتو) لنحكم على أنفسنا بهزيمة مازالت تلقي بظلالها على حظوظنا في الترشح المزدوج لكأس إفريقيا للأمم ومونديال 2010 حتى جاء قرار «الفيفا» بإبعاد منتخب السيشال من التصفيات وبالتالي حذف نتائجه واقتصار الترشح على فريق واحد فقط من مجموعتنا ليزيد وضعيتنا تعقيدا. نعم زاد وضعيتنا تعقيدا لأنّنا اليوم لسنا مطالبين بالانتصار فحسب على بوركينا فاسو بواغادوغو وإنّما تحقيقه بنتيجة تسمح لنا بتصدر المجموعة ذلك أن بوركينا فاسو تختم هذه المرحلة الحاسمة بالتحول إلى بورندي التي لم تحقق أيّ انتصار ويمكن للبوركينيين هز الشباك بنسبة تؤهلهم لتصدر المجموعة. تلك هي الوضعية التي خسرنا فيها أنفسنا بتلك الهزيمة المذلة التي منينا بها ضد منافسنا اليوم أو بالأحرى الهدية في طبق من ذهب التي قدمناها للبوركينيين. صحيح أن لاعبينا أجمعوا على ردّ الاعتبار للمنتخب الوطني ضد نظيره البوركيني اليوم في واغادوغو بالذات وصحيح أيضا أنّ المدرّب كويلهو يعرف جيّدا المنافس ويقرّ بخطورته لكن الذي يثلج صدورنا حقا هو اللحمة المتوفرة في لاعبينا خلال فترة الاستعداد لهذا الموعد الحاسم والإصرار المتناهي لكل لاعب على تقديم الإضافة حتى اللاعب الجديد في المنتخب فهد بن خلف الله الذي لم يقبل التخوف من المنافس وقال ان المنتخب التونسي أفضل بكثير من المنافس وسيحسم ذلك في واغادوغو. مثل هذا الكلام تأكيد على روح التآزر في المجموعة والتي لا نشك بأنها تساعد المجموعة على خوض اللقاء بروح انتصارية عالية لرفع التحدّي والمحافظة على تواجد الكرة التونسية المتواصل في أكبر التظاهرات العالمية الكروية والتأكيد على أن زلة لقاء الذهاب برادس يمكن محو آثارها بانتصار عريض يجسم الطموحات. أما على مستوى اللاعبين فإن الإشكال الذي واجهه المدرّب الجديد كويلهو هو تلاحق الإصابات في صفوف المنتخب وخاصة على مستوى خط الهجوم حيث حرم من خدمات أمين الشرميطي وسيلفادوس سانطوس وأيضا ياسين الميكاري وبالتالي فإنّ دعوة محمد السليتي والمهدي بن ضيف الله والتحاق لاعب الوسط التيجاني بلعيد بالمجموعة وهو في أوج العطاء وأيضا تعافي عصام جمعة ويوسف المويهبي من شأن ذلك أن يخفف من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين في هذا اللقاء المصيري والحاسم،، باعتبار آخر لقاء يخوضه المنتخب الوطني في تصفيات هذه المجموعة.