عديدة هي المسائل التربوية التي تشغل بال الأولياء مع إطلالة كل سنة دراسية.. وبالرغم من تكرار طرحها والالحاح في طلب ايجاد الحلول الجذرية لها فإنّ الحال ظلّت تراوح بين خطوة الى الامام وخطوتين الى الوراء. ولعلّ من أهم المسائل المطروحة، تراجع المستوى التكويني للتلميذ رغم كثافة ساعات الدرس وثقل الكتب المدرسية التي يثقل حملها وشراؤها كاهل التلميذ والوليّ معا.. ولولا تعاطي المنشطات المجسّمة في الدروس الخصوصية لكان مصير العديد من التلاميذ الفشل الذريع. كما أنّ من المسائل المطروحة حالة الاكتظاظ ورغم أن الارقام الرسمية تتحدّث عن معدّلات مقبولة فإن العديد من المؤسسات التربوية تكاد تختنق بروّادها لكثافة أعدادهم بالقسم الواحد.. فكيف يمكن التحصيل في مثل هذه الظروف؟ العناية بالبنية الاساسية بدورها محلّ نقاش مستفيض من طرف الأولياء الذين يتذمرّون من الأقسام التي تقطر ماء ومن الساحات التي تتحوّل الى برك وأوحال شتاء وساحات وغاء لكثافة الغبار صيفا زد على ذلك نقص طاولات الدرس وتدهور حالها الشيء الذي يسيء ظروف تقبّل التلميذ للدرس. ومما يشغل بال الأولياء كذلك تدهور الأخلاق في محيط المدارس والمعاهد وغياب السلطة التربوية في هذا المحيط على اعتبار أنها ليست مرجع نظر القيمين ولا المديرين الشيء الذي جعل تدهور الاخلاق يصدّر تدريجيا الى داخل المؤسسات التربوية وحتى بأقسامها وكم من مرّة يتسلّل الغرباء الى الأقسام فيفعلون ما يفعلون ثم يغادرونها بلا خوف ولا خشية. وتبقى ساعات الفراغ التي تتخلل ساعات الدرس والتي تحدث تلبية لطلبات بعض رجال التعليم أو لسوء تخطيط إدارة المؤسسة من المشاكل التي لم يوجد لها حلّ خصوصا عندما يلقى بالتلاميذ خارج المؤسسة بحجة عدم وجود قسم فارغ أو لإحداثهم التشويش في باحة الساحة. إن النتائج المسجلة في الامتحانات الوطنية لا يجب ان تحجب هذه النقائص وغيرها كما لا يجب ان تحجب تراجع المستوى العام للتلميذ مقارنة بما كان عليه خلال السبعينات عندما كانت وسائل التكوين والامكانيات محدودة جدا مقارنة بما هي عليه اليوم.. لذلك فإن من أولويات وزير التربية والتكوين الجديد الانكباب على ايجاد الحلول الجذرية لهاته المسائل.. فوزارة التربية كما هي في حاجة الى «إطفائي» في حاجة الى من يذكي جذوة الحماس في نفوس كل أطراف المنظومة التربوية. حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: