تونس-الصباح: مافتئ اقبال الأجانب على الخدمات الصحية في بلادنا يتطور في السنوات الأخيرة حيث تطور عددهم من حولي 45 ألف سنة 2004 إلى قرابة 83 ألف السنة الفارطة واحتل الوافدون من أصل مغاربي المرتبة الأولى بحوالي 71 ألفا و380 وافدا في حين نجد عدد الأوروبيين في حدود 8 ألاف و339... وقد تمكنت المؤسسات الصحية التونسية من استقبال مرضى من مالي وموريتانيا والبينين والكوت ديفوار.أما العلاج الذى يقبل عليه المرضى الاوروبيون فيتمثل بالخصوص في الجراحة التجميلية وطب الاسنان وهي اختصاصات اثبت فيها الاطباء التونسيون كفاءتهم كما ذاع صيتهم على الصعيد الدولي... وإن كانت هذه الأرقام مهمة إلا أن الكثير من الملاحظين يؤكدون أن بلادنا قادرة على جلب المزيد من الباحثين عن الخدمات الصحية والاستفادة من القيمة المضافة لهذه النوعية من السياحة خاصة وأن السائح القادم إلى بلادنا من أجل الترفيه ينفق ما بين 300 و400 أورو اثناء اقامته... يبنما ينفق السائح القادم من أجل التداوي ما بين 2500 الى أربعة الاف أورو على الاقل، ويضيف المختصون في السياق ذاته أن تحقيق ذلك يتطلب بذل جهود أكبر في مجال مزيد تنظيم القطاع الصحي بشقيه العام والخاص والعمل على النهوض بجودة الخدمات من خلال توفير الكفاءات المختصة لا سيما الإطارات شبه الطبية والفنيين في العلاج الطبيعي وتقويم الأعضاء... هذا إلى جانب دعم الترويج للوجهة السياحية الصحية التونسية في الأسواق العالمية لا سيما في ظل اشتداد المنافسة في هذا المجال. مؤهلات... وامكانيات توفر تونس عددا هاما من المؤسسات الصحية القابلة للتوظيف في مجال السياحة الصحية على غرار المصحات التي بلغ عددها حوالي 130مصحة بالإضافة إلى توفر 99 مركزا لتصفية الدم و27 مركزا للعلاج بمياه البحر( 15 مركزا في طور الانجاز) وأكثر من 1600 صيدلية ومراكز للتصوير الطبي ومخابر للتحاليل الطبية والبيولوجية...إلى جانب توفر إطارات طبية وشبه طبية ذات كفاءة عالية نذكر على سبيل المثال وجود حوالي 5 آلاف طبيب عام وأكثر من 4 آلاف طبيب إختصاص من بينهم حوالي 1187 طبيب أسنان... نذكر بعض المؤهلات الأخرى القادرة على المساهمة في دعم السياحة الصحية في بلادنا على غرار الأسعار التنافسية التي توفرها تونس مع توفر العرض السياحي القادر على الاستجابة إلى حاجيات فترة النقاهة و توفر الربط الجوي المباشر مع أكثر من وجهة عالمية وموقع تونس الاستراتيجي القادر على أن يكون قبلة لسواح الخدمات الصحية من افريقيا والمغرب العربي وأوروبا... فيما يتعلق بالاسعار التنافسية التي توفرها بلادنا نذكر على سبيل المثال في مجال طب التجميل الذي تطور في بلادنا وأصبح يستقبل نسبة كبيرة من الأوروبيين، فعملية شد الوجه مثلا تكلف حوالي 3000 أورو في أوروبا، في حين أن نفس العملية لا تزيد كلفتها على 1500 أوروفي تونس، مع ضمان الإقامة السياحية لمدة أسبوعين في مجمع صحي. أما بالنسبة لعملية »تكبير الثدي« فلا تزيد تكلفتها على 2600 أورو في تونس، وتتضمن هذه التعريفة تكلفة السفر، بينما لا تقل تكلفتها في فرنسا على سبيل المثال عن 5000 أورو. جوانب بحاجة إلى تطوير غير أن هذا التطور لا يخفي اشتداد المنافسة في السنوات الأخيرة في ظل بروز واجهات منافسة في مجال الأسعار التنافسية مثل أوروبا الشرقية بالإضافة إلى مصر... وأمام هذا الواقع وغياب الحملات الترويجية بالشكل الكافي فالمطلوب اليوم مزيدا من العمل على دعم الترويج للسياحة الصحية التونسية والتعريف بالمؤهلات التي تتوفر عليها تونس في هذا المجال في الأسواق السياحية. هذا إلى جانب العمل على مزيد تنظيم القطاع(إيجاد كراس شروط) وتطوير بعض التشريعات في المجال إلى جانب العمل على الإسراع في بعض المشاريع المستقبلية المبرمجة على غرار إعداد مراكز للنقاهة الطبية داخل المنشآت الصحية وإعداد مراكز سياحية ومناطق ذات صبغة سياحية لإقامة الأجانب المسنين الذين يختارون الإقامة بتونس، والتركيزعلى الاختصاصات الجراحية التي تشهد إقبالا مضاعفا من قبل الأجانب مثل التجميل (400 أوروبي سنويا) وجراحة العيون والعظام والقلب وزرع الأسنان وكذلك تطوير سياحة الصحة والرفاهة والعلاج بمياه البحر واعتماد الجودة والتوجه نحو التطابق مع المقاييس والمؤشرات الدولية في مجال الصحة... مشاريع مستقبلية تجدر الإشارة هنا إلى أن الملف مفتوح حاليا للنظر في توفير كل هذه المتطلبات لا سيما بعد المجلس الوزاري الأخير الذي تناول خطة العمل لجعل الصحة في تونس قطبا للتصدير في أفق 2016 وانبثقت عنه جملة من الإجراءات نذكر من بينها العمل على تطوير التشريعات المتعلقة بالأنشطة التصديرية للخدمات الصحية والنهوض بالتكوين في الاختصاصات الجراحية والطبية المنسجمة مع الطلب الخارجي مع تأهيل مؤسسات تكوين الإطارات شبه الطبية...إلى جانب احداث هياكل وهيئات مختصة في التقييم وتشجيع الاستثمار في المجال...عسى أن يكون الانجاز في أقرب الآجال لتعزيز مكانة بلادنا في حوض المتوسط كقطب للسياحة الصحية.