تونس الصباح: دخلت بلادنا منذ سنوات مرحلة المراهنة على الذكاء وعلى التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديث فشجعت على الاستثمار في هذه المجالات وقدمت عديد التسهيلات لنشر وسائل الاتصال الحديثة من أنترنات وأنترانات.. وشجعت على الحاسوب العائلي وأدخلت منظومة الاتصالات الحديثة في كل الجامعات وأغلب المؤسسات التعليمية الثانوية والاعدادية وحتى الابتدائية في المدن والارياف.. لكن هذه المشاريع وهذه الرغبة في التطور العلمي والتكنولوجي ومسايرة الثورة العلمية وتطور مجتمع المعلومات.. تقابلها أحيانا بعض العراقيل وبعض محاولات الجذب إلى الخلف وبعض اللامبالاة وقلة الاهتمام وخاصة من طرف بعض مسدي الخدمات على غرار شركات الاتصال وشركات الربط بالانترنات. فبعض المواطنين يعانون صعوبات عديدة للربط مع شبكة السعة العالية. والبداية تكون مع اتصالات تونس ومحاولات إيجاد خط قار مفوتر.. فبعد حملة تشجيع كبيرة على الهجرة نحو الخطوط الهاتفية القارة مسبقة الدفع.. تراجعت اتصالات تونس على هذا التوجه وعادت نحو الخطوط القارة مسبقة الدفع واشترطت أن لا يتم الربط بالانترنات ذات السعة العالية إلا في خط هاتفي قار مفوتر.. والمشكل أن بعض المناطق إن لم نقل جلها لم تعد تحتمل شبكاتها الهاتفية المزيد من الاشتراكات ولم تعد قادرة على توفير أرقام هاتفية جديدة. وهو ما يجعل الحريف ينتظر أشهرا طويلة للحصول على رقم هاتفي جديد في شبكة مكتظة. وبالحصول على هذا الرقم تبدأ معاناة الحريف مع مسدي خدمة الانترنات الذي يرحب بالحريف في البداية ويمضي معه عقد الاشتراك ويتسلم منه كامل مبلغ الاشتراك والربط.. لكن توفير الخدمة يطول لايام ولاشهر.. فهل يعقل أن يقوم مواطن باستكمال كامل إجراءات الربط بالانترنات من إجراءات إدارية ويدفع معلوم الخدمة وتمر أيام الاشتراك بل أشهره دون أن يتمتع بحقه في الارتباط ولنا في ذلك عديد الامثلة من بينها صاحب الاشتراك رقم 110491 لدى مسدي الخدمات "بلانات" والذي استكمل إجراءات الربط بشبكة النفاذ العالي ADSL منذ 8 جويلية 2008 ودفع معلوم الربط والاشتراك السنوي وقدره 200دينار و300 مليم وتم وعده بإمكانية النفاذ إلى الشبكة خلال يومين ولكن ولحد اليوم وبعد مرور أكثر من شهرين على اشتراكه لم يتمتع بالخدمة التي دفع من أجلها المال ورغم اتصالاته المتكررة بالشركة ومسؤوليها. ومثل هذه الحالة كثيرون، فرغم التسابق والتلاحق بين مسدي الخدمات لكسب الحرفاء ورغم الحملات الاشهارية والترويجية فان الخدمات تظل ضعيفة. وهذا غير معقول وغير مقبول في قطاع خدماتي بالاساس وفي ظل سياسة عامة للبلاد تدفع نحو مجتمع المعرفة ونحو التطور التكنولوجي ونحو الارتباط أقصى ما يمكن بالشبكة العنكبوتية التي باتت ضرورة لا مناصة منها ولم تعد من الكماليات.