تونس - الصباح: تتواصل الاستعدادات لاستكمال مختلف الاجراءات الخاصة بفتح قطاع الاتصالات الهاتفية القارة للمنافسة على مستوى شبكة الهاتف القار وتراسل المعطيات ومختلف الخدمات المتعلقة بها حيث من المنتظر ادخال تحسينات على مستوى خدمات الهاتف القار شبيهة بتلك المتوفرة للهاتف الجوال مع اقتراب فتح القطاع امام المنافسة بدخول مشغل ثان الى جانب اتصالات تونس للاستثمار في مجال الاتصالات القارة. وقد عرف عدد مشتركي الهاتف القار تطورا نسبيا في السنوات الاخيرة إذ ارتفع من مليون و259 ألفا في موفى سنة 2005 الى ما يقارب المليونين اليوم وساهمت في ذلك عدة عوامل من أهمها دوره في تمكين العائلات من النفاذ إلى شبكة الانترنات وإقرار النظام المسبق الدفع الذي استقطب عددا كبيرا من المشتركين لما توفره هذه الخدمة من إمكانيات للتحكم في النفقات وترشيد الاستهلاك قبل ايقاف بيع خدمة الهاتف القار مسبق الدفع لما يناهز السنتين تقريبا تم خلالها التركيز على بيع خطوط الهاتف القار المفوتر الذي ظل لحد اليوم الامكانية الوحيدة وشرط من شروط الارتباط بشبكة الربط العالي بالانترنات. ومن المنتظر أن تعود قريبا عمليات بيع خطوط الهاتف القار مسبق الدفع مع توفير امتيازات وعروض اشهارية هامة. احتداد المنافسة بين مشغلي الهاتف الجوال وفيما يتعلق بالهاتف الجوال ,ترجح بعض المصادر دخول المشغلين اتصالات تونس وتونيزيانا في منافسة جديدة تتعلق بالتخفيض في الاسعار الخاصة بالاشتراك وكذلك بسعر المكالمات بعد ان احتدت المنافسة بينهما في جانب العروض التجارية المتسارعة التي بلغت ذروتها هذه الايام خاصة. ويذكر أن تعريفة الاشتراك في الهاتف الجوال مرت من 150 دينارا سنة 2002 إلى حدود الخمسة دنانير وحتى ثلاثة دنانير في بعض الفترات اليوم. وخلافا لذلك لم تشهد تعريفات المكالمات نفس الوتيرة إذ لم تكن التخفيضات بالشكل الكبير في السنوات الاخيرة ,كما لم تشمل التخفيضات إلا المكالمات داخل الشبكة نفسها والمكالمات الدولية في حين بقيت أسعار المكالمات بين الشبكات في نفس مستوى تقريبا ويعزى ذلك أساسا إلى ارتباط هذه الأسعار بكلفة الربط البيني التي بقيت مستقرة منذ سنة 2004. وقد قارب عدد المشتركين اليوم في الهاتف الجوال ال9 ملايين وهذا الرقم المرتفع والنسق المتسارع في تطور مستعملي الشبكة لم يسايره توسيع في هذه الاخيرة مما تسبب في تدني نسبي لجودة الخدمات لدى المشغلين خاصة في المناسبات الكبرى كالاعياد. وهو ما حدا بالاطراف المعنية وفي مقدمتها وزارة تكنولوجيات الاتصال الى الاسراع في تنفيذ برنامج يتضمن العديد من الاجراءات الفنية والتنظيمية أهمها تعزيز دور الهيئة الوطنية للاتصالات على مستوى المراقبة وتدعيم الاستثمار على مستوى اتصالات تونس ب40 مليون دينار اضافية خلال الثلاثية الاخيرة من السنة ورصد اكثر من 100 مليون دينار للارتقاء بنوعية اداء شبكة الهاتف الجوال خلال هذه السنة على أمل تحقيق الهدف المنشود وهو القضاء نهائيا على الاكتظاظ الذي تعاني منه الشبكة في موفى السنة الجارية على أمل بلوغ المعايير والمواصفات المتعارف عليها دوليا. تطوير منظومة وشبكة الانترنات وبهدف تحسين ودعم الخدمات المتعلقة بالانترنات , وتجاوز بعض الاشكاليات الموجودة على مستوى الربط وسرعة التدفق والانقطاع المفاجئ أحيانا للارتباط مع الشبكة ,بادرت مصالح "الوكالة التونسية للأنترنات" هذه الايام باحداث خلايا داخلية تعنى بالجودة من خلال وضع اليات اصغاء للحرفاء عبر تركيز مركز نداء لتقبل الشكايات واخذها بعين الاعتبار وعدم انتظار وصول التشكيات واستباقها بالاتصال هاتفيا بجل الحرفاء المرتبطين بالشبكة للاستفسار عن الخدمات المقدمة والاشكاليات الموجودة. ويبدو أن هذه المبادرة جاءت اولا اثر بعض التشكيات الواردة من قبل الحرفاء وثانيا في اطار التحضير للشروع في برنامج تطوير الربط بالسعة العالية للانترنات عبر مختلف التكنولوجيات الحديثة المتاحة مثل الحواسيب وايضا الجيل الجديد من الهواتف الجوالة. ويذكر ان سنة 2008 ستشهد دخول عديد البرامج والمشاريع الهامة في مجال الاتصال حيز التنفيذ حيث سيتم ربط كل المؤسسات الجامعية في مختلف الجهات بشبكة التدفق العالى وارساء شبكة الادارة الالكترونية. كما سيتم قريبا الشروع في خطة تركيز شبكة تراسل المعطيات بسعة فائقة تصل الى 100 ميغا بيتس في الثانية بالاعتماد على الالياف البصرية لفائدة المؤسسات الاقتصادية والادارية الموجودة بالمناطق الصناعية ومناطق الخدمات.