والد المأسوف عليه يروي تفاصيل المأساة ويؤكد على «السّماح» بينه وبين صهره الأسبوعي- القسم القضائي: قبل لحظات كان الرضيع حسام من مواليد 24 جوان 2007 «يحبو» ينتظر دوره في الصعود إلى سيارة خاله مراد لمرافقة الأهل إلى البحر لقضاء بعض الوقت في اللهو والسباحة... وقبل لحظات كان حسام يملأ بيت والديه وبيت جده خالد حبورا وسعادة... كيف لا وهو الذي جاء إلى هذه الدنيا كأول أحفاد عائلة بن مساعد ولكن فجأة علت صرخة الخال فارتعد بقية الأقارب الذين كانوا بالقرب منه... وحاولوا استجلاء سبب الصرخات القوية ولكن... كان المشهد مؤلما جدّا جدّا... قاسيا إلى أبعد الحدود... الرضيع حسام بلا حراك قرب سيارة خالة ورأسه يحمل إصابة بليغة بكى الجميع... صرخوا... تألّموا... صدموا... احتاروا... أجهشوا مجدّدا بالبكاء وهم يحتضنون الرضيع ثم سلموا الأمر للّه بعد تأكدهم من وفاته أثناء نقله إلى المستشفى. كانت صدمة الخال كبيرة وأكبر منها صدمة الأم هدى فقد خسرت «وحيدها» إلى الأبد... على يدي شقيقها الذي لم يصدّق بعد ما حصل... لم يصدق أنه دهس ابن شقيقته بعربته... لم يصدّق أنه تسبب في مأساة لعائلة بن مساعد في هذا الشهر الكريم... لم يصدّق أنه أطفأ نور ذلك الملاك إلى الأبد... فشعر بالذنب وأحسّ بحجم المأساة. ... هذا ما حصل في منطقة البسباسية الريفية التابعة إدرايا لمعتمدية الحمامات منذ أيام عندما صدم الخال ابن اخته عن غير قصد وتسبّب في وفاته... وفي مأساة داخل العائلة... حيث أفادنا السيد خالد بن مساعد (جد المأسوف عليه) أثناء زيارتنا لمنزل العائلة أن الألم الذي يعصف بقلبيه كبير «لم أصدق إلى اليوم ما حصل... لم أستوعب رحيل أول أحفادي بكلّ هذه السرعة» ولكنه يستدرك «لا راد لقضاء الله وقدره». أما السيد صلاح بن مساعد (والد الطفل) الذي كان في حالة نفسية متدهورة قال: «نظرا للحرارة المرتفعة هذه الأيام فقد اتفق الأقارب على التوجه إلى الشاطئ للسباحة لذلك التقى خالا الرضيع يوم الحادثة قرب المنزل رفقة بقية الذين يريدون الذهاب إلى البحر واستقلّ الجميع العربة ما عدا أحد الخالين الذي بقي خلف السيارة لاحتضان ابن اخته (حسام) والصعود به لاحقا إلى العربة». وذكر محدثنا أن الخال (السائق) ظنّ أن شقيقه قد احتضن فعلا ابن شقيقته لذلك شغل محرّك السيارة وسار إلى الخلف ليفاجأ بوجود جسم صلب اعتقد أنه حجارة في الطريق أو شيء آخر ولكن عند نزوله من السياره أدرك حجم المأساة وحقيقة ما حصل «إذ لم يكن ذلك الجسم الصلب سوى رأس الملاك الطاهر حسام» تنهمر هنا عبرات محدثنا ويطلق تنهيدة من الأعماق ثمّ يحمد الله طويلا على ما أصابه قبل أن يواصل حديثه: «لقد فارق حسام الحياة مخلّفا لوعة كبيرة في نفوسنا جميعا». وكشفت معلومة إضافية أن الخال الذي كان يقود السيارة ظنّ أن شقيقه قد احتضن الرضيع استعدادا لركوب السيارة غير أن الأخير (الخال الثاني) تفطّن لوجود الحنفية مفتوحة فتوجه لغلقها على أمل العودة لاحتضان حسام ولكن حصلت الحادثة حينها وهي قضاء وقدر. كما أشار إلى ذلك والد حسام الذي أضاف: «تلك مشيئة الله... وقد توجه صهري لاحقا إلى مركز الحرس الوطني بالحمامات وسلّم نفسه ولكنّني التحقت به وتقدمت بإسقاط الدعوى... فمراد (الخال) كان يحب حسام إلى أبعد الحدود فلا يعقل أن يسجن جرّاء هذه الحادثة ونحن «مسامحينو دنيا وآخرة». صابر المكشر