سالت نفسي وعددا من أصدقائي مرارا عن الفرق بين المدارس التونسية والاجنبية.. بين المدارس العمومية والخاصة.. التي بدأ بعض التونسيين والتونسيات يحرصون على ترسيم ابنائهم فيها.. لماذا يتجنب بعض الاولياء ترسيم ابنائهم في مدرسة عمومية مجانية (قريبة من مساكنهم غالبا) ويحملون أنفسهم الاعباء المالية والمعنوية.. ومشقة التنقل اليومي.. ليضمنوا ترسيم ابنائهم وبناتهم في مدارس أجنبية أو خاصة؟ هل هي عقدة تقدير"الاجنبي" أم أن هؤلاء الاولياء "مجانين " ومرضى نفسانيون حتى يتجنبوا " التعليم بوبلاش" ويختاروا مؤسسة خاصة أو أجنبية؟ بصراحة لم أجد جوابا يشفي غليلي.. ويقنعني.. خاصة أننا في بلد ينفق منذ أكثر من نصف قرن ما بين ربع وثلت ميزانية الدولة لقطاع التعليم والتربية والتكوين.. لماذا يحصل مثل هذا " السلوك " الغريب؟ .. حيرني السؤال فقررت أن أفهم.. وياليتني ما فعلت.. بعد الالحاح فهمت ان الثغرات والنقائص التي تفسر بدء " نزيف " التلاميذ ميسوري الحالي نحو القطاع الخاص والمدارس الاجنبية بسيطة جدا.. ويمكن تدارك أغلبها إذا توفرت الارادة.. أولى تلك الثغرات الغياب الفعلي لحصص الحوار بين نسبة كبيرة من المديرات والمديرين مع الاولياء.. وعدم تنظيم مواعيد واليات دائمة للحوار (وحقيقية) بين الاسرة التربوية والاولياء والتلاميذ في كثير من المعاهد الثانوية والمدارس العمومية.. بخلاف ما هو عليه الامر بالنسبة للمدارس الخاصة والاجنبية؟؟ لماذا لا يؤمر السادة المديرون والمديرات والاطار البيداغوجي والاساتذة والمعلمون بتنظيم جلسات حوار مع الاولياء قبل افتتاح السنة الدراسية وخلالها وفي موفى كل ثلاثية لتقييم جدول الاوقات واداء المعلمين والاساتذة ومستوى التلاميذ حالة بحالة؟؟ ألا يمكن تدارك النقائص مسبقا عبر نظرة وقائية من خلال الحوار المباشر بين المربين والاولياء والاداريين وممثلي التلاميذ على غرار ما يجري في المدارس الاجنبية والخاصة بتونس وخارجها؟؟ تساؤلات أسوقها الى وزارة التربية ومنظمة التربية والاسرة.. حتى لا تتراجع " الخدمات " في المؤسسات التربوية العمومية (مقارنة بالقطاعين الخاص والاجنبي) على غرار ما حصل بالنسبة لبعض المؤسسات الصحية والطبية العمومية.. مع التحية والتقدير لالاف الاداريين والمربين المخلصين.. والمجتهدين..