سجل أنصار السلام والحلول السياسية في العالم نقاطا عديدة قبل ايام بعد الاجتماع الذي نظم في جامعة جورج تاون الامريكية والذي أعلن فيه 5 وزراء خارجية سابقين معارضتهم شن حرب أمريكية جديدة في الخليج وطالبوا الرئيس الذي ستفرزه انتخابات نوفمبر القادم بالتفاوض العلني والمباشر مع طهران في مستوى وزراء الخارجية.. بما في ذلك في عهد الرئيس الايراني الحالي صاحب التصريحات المثيرة للجدل أحمدي نجاد. الوزراء المعنيون سياسيون أمريكيون من الحجم الكبير بينهم كولن باول (الجمهوري) وزيرالخارجية السابق في عهد بوش الابن (والقائد العام السابق للقوات الامريكية)، ومادلين أولبرايت (الديمقراطية) وزيرة خارجية الرئيس السابق كلينتون، ووارن كريستوفر وزيرالخارجية خلال المرحلة الاولى من ولاية كلينتون، وجيمس بيكر وزير الخارجية (الجمهوري ) في عهد بوش الاب، وهنري كيسنغر وزير الخارجية في السبعينات ( في عهد الرئيسين نيكسون وفورد) وأحد أبرز المؤثرين في اللوبيات القريبة من البيت الابيض منذ عقود. الوزراء السابقون الخمسة لا يزالون فاعلين في أوساط سياسية عديدة.. وقد دعوا بوضوح الى انهاء " تبعية " السياسة الخارجية الامريكية اللامشروطة لاسرائيل.. رغم تصريحات بعض المسؤولين الايرانيين مثل أحمد نجاد حول انهاء الكيان الاسرائيلي . وقد اعتبر الوزراء الخمسة أن من مصلحة الولاياتالمتحدة تجنب الحرب مع ايران.. وأن عليها التفاوض مع قياداتها حول عروض جدية تقنعها بالتخلي عن برنامجها النووي في بعده العسكري.. وحول مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي معها عوض الصدام الذي ميز علاقات العاصمتين منذ ثورة 1979. هذا الموقف الصادر عن شخصيات جمهورية وأخرى من الحزب الديمقراطي قدم دعما سياسيا واعلاميا قويا للمرشح باراك أوباما الذي دعا منذ العام الماضي الى الحوار مع ايران وانهاء الاحتلال الامريكي للعراق.. وإلى سلام يشمل سوريا والشعب الفلسطيني. والسؤال الكبير هنا هو: هل سيقع تسويق موقف هؤلاء " العمالقة "الخمسة الذين لا يمكن لاحد أن يزايد على الخدمات السياسية والعسكرية والامنية التي قدموها للولايات المتحدة خلال عقود أم يحصل العكس فتغيب تصريحاتهم ويهمشون؟ الاجابة ستاتي في وسائل الاعلام الامريكية والدولية. وعلى وسائل الاعلام في الدول العربية وفي الدول المناصرة للسلام متابعة مثل هذه المبادرات المعارضة لخيار القتل والحرب.. المشجعة على التفاوض السياسي والتحرك الديبلوماسي.