كشف المخرج السينمائي رضا الباهي أنه بصدد كتابة سيناريو مسلسل تلفزيوني عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وقال ان المشروع كان موجها في الأول إلى السينما إلا أن الشاشة الصغيرة استهوته أكثر لانجاز المشروع في حلقات خصوصا وان سيرة الزعيم ثرية جدا، وفيها تفاصيل كثيرة هامة ومثيرة. وكان رضا الباهي الذي عرفه الناس كمخرج سينمائي قدّم العديد من الأفلام السينمائية وقد التحق بالدراما التلفزيونية من خلال سيتكوم «الكريك» الذي يبث حاليا على قناة تونس 7. حول هذه التجربة الجديدة ومشاريعه المستقبلية للدراما التلفزيونية، وفيلمه عن عملاق السينما الأمريكية مارلون براندو كان ل«الشروق» حوار مع المخرج رضا الباهي هذا نصّه. ٭ المعروف عن رضا الباهي أنه مخرج سينمائي، فما هو سر هذا التوجه إلى الاخراج التلفزيوني؟ صحيح ان مجال التلفزة لم يخطر ببالي، وهذا ليس تعاليا عن العمل التلفزي وإنما الظروف هي التي لم تسمح بذلك حتى أنني من المخرجين السينمائيين القلائل الذين قدموا مشاريع للتلفزة ولكن دون جدوى. أما بخصوص سيتكوم «الكريك» فإن ثقة المنتجة رانية مليكة في عملي إضافة إلى كوني درستها في معهد السينما، هي التي جعلتها تطلب مني اخراج هذا العمل رغم توقيته الصعب. فقد عرضت علي المشروع مباشرة اثر عودتي من مهرجان «كان» السينمائي. وكنت وقتها منشغلا بأعمال أخرى منها فيلم «براندو» اضافة إلى أن النصوص التي عرضتها علي في الأول لم تكن مقنعة، إلى أن جاء الطاهر الفازع الذي قام بمجهود كبير لكتابة السيناريو، كما أن مساعدة الممثلين خدمت العمل كثيرا. وسارعت من نسق الانجاز ظروف العمل التي كانت جيدة، وأعترف بكل صراحة، أنني لم أعمل في تاريخي الفني، في ظروف جيدة مثل التي وفرتها المنتجة رانيا مليكة، وخصوصا في توفير فريق فني شاب ومجتهد، ففي ظرف أربعة أسابيع أنهينا التصوير دون مشاكل أو عراقيل تذكر. ٭ هل نفهم من كلامك أنك راض عن العمل؟ بكل تأكيد، واجبي بالمناسبة ككل الممثلين والفريق الفني الذي عمل معي علما وأنه يضم 80٪ من الشباب من خريجي معهد السينما في قمرت. صحيح أن فترة التصوير كانت قصيرة ومتعبة ولكن حلوة. ٭ يرى الملاحظون والمتابعون لحلقات السيتكوم، أنك اعتمدت أو قدمت أسلوبا مختلفا عما هو مألوف في السيتكوم المحلي، لماذا اعتمدت هذا الأسلوب؟ ألم تخش رد فعل المشاهد الذي قد يكون سلبيا؟ أنا أشاهد السيتكوم الفرنسي والأمريكي بشكل منتظم، وليس بالضروري أن يكون السيتكوم مضحكا في كل المواقف. السيتكوم هو مواقف هزلية، وليس شخصيات مضحكة إلى حدّ التهريج والسخف. أعتقد أن المخرجين في التلفزة التونسية، ورثوا التهريج وهو ما جعلني أهجر التلفزة وكذلك عندما سنحت الفرصة قلت لماذا لا أقدم رؤيتي الفنية للسيتكوم في هذا العمل، وهي اعتماد المواقف الكوميدية، بعيدا عن كل ما هو هزيل وساذج. كما ركزت على الجانب الجمالي للصورة، والرسالة التي أريد تمريرها أو توجيهها للمشاهد، لأن السيتكوم مهما كان «صغيرا» في تصنيفات العمل التلفزي، يستوجب عناية بالصورة وجمالياتها. ولا بدّ في نظري من استعمال الصورة السينمائية في الأعمال التلفزية مهما كان نوعها حتى تكون راقية. ٭ ولكن المشاهد يودّ ممثلين وشخصيات تضحكه مثل «السبوعي»! شخصيا حاولت قدر الامكان أن أبتعد عن التهريج والاضحاك بملامح الوجه و«تعويج» الفم والاعاقات البدنية، لأن السيتكوم في نظري هو مواقف كوميدية قصيرة وحاملة لمعنى ورسالة، أردت أن أقدم ربع ساعة تكون خفيفة وممتعة وجميلة بالخصوص سواء على مستوى الحوار أو الموقف أو الصورة أو الملبس. وحسب ما بلغني، وخصوصا بعد الحلقة الرابعة، هناك اقبال كبير على مشاهدة السيتكوم. وأعتقد أن العمل المتقن يفرض نفسه حتى وان كان المشاهد قد تعود على نمط معين من مثل هذه الأعمال، إضافة إلى أن هناك أسماء في «الكريك» لها حضورها الكوميدي في أذهان الناس مثل نعيمة الجاني ولطفي العبدلي. والسيتكوم ليس كله شخصيات مضحكة لأن الواقع فيه المضحك والجدي وغيرهما من الشخصيات أنا أردت أن أرفع من مستوىالمشهد الكوميدي في التلفزة ولم أخش أبدا رد فعل المشاهد لأني لم أضحك عليه ولم أستبلهه، أردت فقط أن أقدم له مادة محترمة تليق به كمشاهد واع. ٭ بعد هذا السيتكوم، هل ستتواصل تجربة الدراما التلفزيونية؟ لي مشاريع كثيرة أودّ انجازها للتلفزة. وقد وردت علينا سيناريوهات عديدة تاريخية ودينية يودّ أصحابها اخراجها للتلفزيون. أما من جانبي فلي سيناريو فيلم عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة شرعت في تحويله إلى سيناريو مسلسل تلفزيوني والاخراج في نظري سواء كان في السينما أو التلفزيون هو واحد. ٭ وأين وصل فيلمك «براندو وبراندو» وهل سيكون جاهزا في أيام قرطاج السينمائية؟ لا أعتقد أن الفيلم سيكون حاضرا في أيام قرطاج السينمائية، وإنما سيجهز في كل الحالات مع نهاية السنة الجارية. وأنا أنتظر الآن رد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بخصوص الدعم التكميلي للانتاج. وقد بدأت المونتاج الأولي في انتظار السفر إلى لوس انجلس في أمريكا لتصوير بعض المشاهد.