صفاقس الصباح: صفاقس ولاية فلاحية بالأساس ولو أنها أصبحت الآن مزيجا من كل شيء، فلاحة وصناعة وعلم وثقافة وتجارة وغيرها، لذلك فان نزول الأمطار بها وبغيرها من مناطق البلاد يظل حدثا كبيرا يصفق له الجميع ويرتاحون اليه ارتياحا شديدا خصوصا أن طبيعة المناخ شبه الجاف تعرض الغابات وحتى العباد الى انحباس طويل أحيانا على غرار ما حدث منذ اشهر فيلحق اضرارا فادحة بالزرع والضرع والمناخ والعباد، وطبعا انتظر الناس طويلا نزول الغيث في الفترة الاخيرة بعد انقطاعها منذ شهر نوفمبر الماضي تقريبا وتضرعوا كي يمن الله عليهم بالغيث النافع لمواجهة المراحل القادمة براحة كبيرة. وفعلا نزلت كميات هامة جدا منذ نهاية الاسبوع المتخلي شفعت بأخرى أهم بكثير يوم الاول من عيد الفطر المبارك مثلما ذكرنا في عدد الثلاثاء بصفحات «الصباح» كان نزولها مرفوقا برعد غير معهود وببرق لم يسبق أن شاهدناه من قبل تقريبا واقترن ذلك بعاصفة محلية ونزول البرد من الحجم المتوسط وبامطار غزيرة جدا لمدة اكثر من ساعة حولت مختلف الطرقات والأحياء الى برك وبحيرات عرقلت سير الحركة وأدت الى تعطل السيارات وحتى الى بروز «الصائدين في الماء العكر» لتعقيد وضعية اصحاب السيارات والشاحنات المعطبة بالسطو عليهم ورغم أن الدوائر المسؤولة في كل القطاعات والهياكل جندت كل الامكانيات وهي المستعدة للطوارئ ونزول الامطار فان ارتفاع المياه أقلق كثيرا راحة اصحاب وسائل النقل واضطر البعض الى تركها على جنبات الطريق في ظروف سيئة أحيانا ليواصل السير نحو منزله على أساس أن المعايدات كانت مكثفة في ذلك الوقت.. ولم تقف المعاناة عند هذا الحد بل أن المياه تسربت الى بعض المنازل بالحي التعويضي مثلا (حي درابك سابقا) وتطلب الأمر تحول مصالح الحماية المدنية والأمنية لنجدتها وللمساعدة على تصريف المياه في أقل وقت ممكن ونحن اذ نشد على أيدي السلط الجهوية ومصالح الحماية والأمن والتطهير والبلدية وكل من له علاقة بالموضوع فإننا نؤكد مرة اخرى أن الوضع بات يتطلب القيام بدراسة علمية معمقة لتحديد البؤر والمناطق السوداء ومعالجتها بطريقة جذرية حتى لا ننفق أموالنا سبهللا والدليل ان الاعتمادات الضخمة التي انفقت منذ سنة على طريق قرمدة مثلا أعطت أكلها ولم يلحق أي ضرر بكل من مر بها رغم هطول الامطار بكثافة. للإشارة فإن كميات الأمطار النازلة في الفترة الاخيرة تجاوزت 50 مليمترا في بعض المناطق وكان أفضلها يوم الاربعاء الماضي بالشيحية 35 وايضا بمركز سحنون و32 بساقية الزيت و29 بساقية الدائر والسلطنية و31 بصفاقسالمدينة أين نزل البرد وألحق اضرارا بالاشجار والسيارات في محيط 4كلم تقريبا من الناحية الشمالية، كما سجلنا كميات هامة بالعطايا من جرز قرقنة 44 في ظرف وجيز ايضا وكانت المعتمديات الجنوبية استقبلت قبل العيد كميات هامة وانقطعت حركة المرور بسبب نزول واد قرقور بما بعث على الارتياح المطلق لدى السكان لأن هذه المناطق هي الأكثر تضررا من الجفاف الحاد جدا منذ اشهر عديدة.