كشفت الامطار الهامة التي نزلت على مدينة صفاقس مطلع الاسبوع الماضي والتي كانت حصيلتها 120 مليمترا في ظرف ثلاثة ايام وهي كميات غير مألوفة ولا تتناسب ونوعية البنية التحتية للمدينة باعتبارها ذات مناخ شبه جاف لا يتعدى فيها المعدل السنوي للامطار 234.1 ملم عن حقيقة مرة وهي كثرة الاماكن السوداء في العديد من المناطق رغم الجهود التي بذلت في السنوات الماضية وقضت على البعض الاخر منها وخاصة بطريق منزل شاكر امام مقر الاذاعة وبطريق قرمدة وغيرها والتي تأمل ان تولي المصالح المختصة للبقية عناية فائقة حتى لا تلحق هذه البؤر السوداء اضرارا فادحة بالمواطنين وبأسطول السيارات والشاحنات والدراجات والمترجلين اذ لا يعقل ان تظل المياه راكدة بكثافة على امتداد 200 او 300 متر بطريق حساس على المجال الفاصل بين ملعب عامر القرقوري والقاصة المؤدية الى طريق المهدية في البودريار او بالفضاء المحاذي لبعض المؤسسات التربوية على غرار المدرسة الاعدادية احمد ملاك بمركز كعنيش بطريق المهدية او المدرسة الاعدادية بمركز الحطاب حيث يتحول الفضاء الموجه لها بالطريق العمومي الى بحيرة تعيق دخول التلاميذ اليها.. واذا كانت هذه الماكن مألوفة وقابلة للتدخل ولو بشيء من التأخير لصرف مياهها فان حي الامل المعروف بحي درابك المحاذي لقاعة محمد علي عقيد يبقى معضلة كبيرة تستدعي اهتماما معمقا من قبل كل المصالح المعنية جهويا وحتى وطنيا لانقاذ ما يمكن انقاذه ولوضع حد لمعاناة سكانه الكثيرين كلما نزلت الامطار بغزارة او بكميات غير معهودة فهذا الحي نشأ في ظل التوسع العشوائي بمنطقة منخفضة الشيء الذي يسهل تسرب المياه الراكدة وينغص حياة المقيمين به ويجعل من العسير تقديم المساعدات اللازمة لهم في ظل تواصل نزول الامطار بكثافة وهو ما حدث منذ سنوات واعاد الكرة في الاسبوع الماضي حيث غمرت المياه جزءا من الحي وتسربت الى بعض المنازل وخلقت بعض المشاكل رغم تدخل السلط الجهوية وتهيئها للامر باعتبار اشعار مصالح الرصد الجوي بامكانية نزول كميات هامة من الامطار وفعلا كانت التدخلات عاجلة في الابان وسخرت السلط بمتابعة دقيقة من والي الجهة كل الامكانيات للحد من معاناة السكان والشيء الايجابي اننا سجلنا وجود مسؤولين بارزين بالجهة على عين المكان يرتدون بدلات التدخل لتصريف المياه وللحيلولة دون حدوث اشياء لا نرغب فيها طبعا مع رجال الحماية المدنية والانقاذ. لذلك وقد حصل ما حصل من بناء فوضوي فان معالجة الامر ليس بالامر الهين نظرا لكثرة المنازل والسكان ولكن الواجب يقتضي القيام والاسراع بالدراسات الفنية اللازمة وايجاد الحلول الجذرية حتى ولو كانت مكلفة جدا واستدعت تدخلا وطنيا في العملية حتى لا يتكرر ما حدث وكي يجنب سكان حي الامل اشياء لا يرغب فيها احد فمعالجة وضعه المتشعب صعب المنال لكن ليس مستحيلا اذا تضافرت جهود الجميع متساكنين وسلط جهوية ووطنية لان اعادة تهيئة الحي قد تتجاوز امكانيات الجهة.