تونس الصباح: في محاولة منها لخوض «معمعة» المنافسة على استقطاب المشاهد في الداخل والخارج على امتداد شهر رمضان بأكثر ما يمكن من «وسائل» الاغراء البرامجي... ولأنها واحدة من مئات القنوات التلفزيونية العربية التي ستجد نفسها «آليا» في صلب هذه المنافسة الموسمية «الشرسة» فان قناة «تونس 7» قد حرصت على أن تكون شبكتها الرمضانية لهذا العام (1430ه/2009م) مستجيبة لا فقط لخصوصيات شهر رمضان الكريم الروحية والاجتماعية بل وأيضا ل«تحديات» الطفرة العربية «المنفلتة» على مستوى «تناسل» القنوات التلفزيونية وعلى مستوى الانتاج البرامجي التلفزيوني بمختلف أنواعه.. قناة «تونس 7» حرصت مثلا على اثراء «طبقها» الدرامي لشهر رمضان لهذا العام بمجموعة من أنجح الاعمال الدرامية العربية.. فمن المسلسل التاريخي «المرابطون والأندلس» الى مسلسل «اسمهان» للمخرج التونسي شوقي الماجري مرورا بالمسلسل المصري «بنت من الزمن ده» ومسلسل «مكتوب» في جزئه الثاني فضلا عن الجزء الخامس من سلسلة «شوفلي حل».. كلها مقترحات درامية مختلفة في مضامينها و«أشكالها» ستكون ضمن المواعيد المقترحة على المشاهد التونسي والعربي في اطار الشبكة الرمضانية على الفضائية «تونس 7». احياء الموروث الثقافي هناك ايضا وفي اطار الحرص على جعل هذه الشبكة الرمضانية ثرية ومغرية ومتنوعة تأكيد واضح على التنويع من خلال برمجة عديد المنوعات الترفيهية والوثائقيات الحديثة والبرامج الدينية فضلا عن مواكبة يومية للمهرجانات والسهرات الرمضانية في اطار حصص وبرامج مختصة.. أما بالنسبة لجديد البرامج ضمن هذه الشبكة الرمضانية على الفضائية «تونس 7» فيمكن ان نذكر: * برنامج «رمضانيات» وهو خاص بالذكريات والموروث الثقافي الشعبي. * برنامج «حكاية من رواية» وهو عبارة عن مسابقة ترفيهية ثقافية تعرض مواقف تمثيلية مأخوذة من روايات تونسية معاصرة يحاول المشاركون فيها التعرف على عنوان الرواية موضوع الحلقة. * برنامج «لقطات طريفة» ويتم في اطار عرض مواقف مضحكة من سلسلتي «تاكسي» و«الكاميرا الخفية». * برنامج «أسوار المدينة: مسابقة يومية حول العادات والتقاليد التونسية. * حلقات جديدة من برنامج «نجوم في الذاكرة» مخصصة لشخصيات فنية تونسية لها بصمات في تاريخ الفن في تونس. * «نجوم رمضان» منوعة تقدم «تفاصيل» يوم في حياة شخصية فنية تونسية مما يمنح المشاهد فرصة التعرّف عليها عن قرب. * برنامج «أطباق نبيلة» حول الطبخ يتم من خلاله عرض الأكلات الرمضانية وتقديم نصائح في هذا المجال لربّات البيوت. هذا فضلا عن مجموعة اشرطة وثائقية متنوعة الاغراض: علمية وتاريخية ورياضية وغيرها وهي على التوالي: «مع الاطباء العرب» و«منارات اسلامية» و«نجوم الكرة» وسلسلة «من المعالم الاسلامية في البلاد التونسية». برامج قديمة لشهر جديد علما بان هذه الشبكة الرمضانية ستحافظ وتبقي على الفقرة اليومية القارة الموجّهة للأطفال مع اضافة سلسلة جديدة بعنوان «اوجي والمزعجون» التي تعتبر من أكثر السلسلات الناجحة التي استقطبت الاطفال في شتى بلدان العالم. كذلك، سيكون هناك ابقاء ضمن هذه الشبكة الرمضانية على بعض البرامج القديمة بعد أن تم اثراؤها شكلا ومضمونا وهي على التوالي: «العيادة التلفزية»، «كلمات»، «طوّل يا ليل»، «بيت الشعر»، «مسافر زاده الابداع»، «رحلة عمر»، «الأرض الطيبة»، «همزة وصل»، «صفو المقال»، «معانا أحلى» و«منوعة السبت» الاسبوعية. ملاحظات أولية وحتى لا نكون كمن يقدّم «وصفة على الحساب قبل ان يقرأ الكتاب» فاننا سنكتفي بتقديم بعض الملاحظات الأولية على «مضمون» هذه البرمجة الرمضانية على الفضائية «تونس 7» وهي مجموعة ملاحظات ستكون متعلقة فقط ببعض العناوين لأنها تبدو اما جديدة قديمة في نفس الوقت واما لانها فعلا قديمة وقد سبق للمشاهد ان تابعها ويحق للملاحظ ان يتساءل بل ان يستغرب بكل وضوح «مسألة» برمجتها وان يقول: هل يمثل هذا «البايت» من الانتاجات الدرامية يمكن للفضائية «تونس 7» ان تدخل «معمعة » المنافسة على استقطاب المشاهد التونسي والعربي في شهر رمضان؟ هل قناتنا الرسمية لا تملك الأموال الكافية لاقتناء افضل وأجد الأعمال الدرامية حتى ترسم اسمها؟ «اسمهان» نموذجا! خُذْ لك مثلا مسلسل «اسمهان» الذي نجده مدرجا كعنوان بارز في قائمة الشبكة الرمضانية على الفضائية «تونس 7».. هذا المسلسل وعلى الرغم من قيمته الفنية وقيمة مخرجه التونسي شوقي الماجري فانه لا يبدو «صالحا» للعرض في رمضان هذا العام على الأقل بحساب منطق المنافسة على استقطاب المشاهد لانه مسلسل قديم (بالفم والملا) سبق للمشاهد التونسي والعربي ان تابع «حيثيات» احداثه في رمضان الماضي.. وهو انتاج درامي أٌشبع نقدا وتعليقا من قبل النقاد.. فماذا عساه يضيف للمشاهد التونسي عندما تُقْدم قناة «تونس 7» على بث حلقاته هذا العام؟ بل ماذا يمكن لهذه القناة أن تجني من وراء ذلك؟! «مكتوب (2)» و«شوفلي حل (5)» واذا كان لا بد للملاحظ ان يستحسن بداية حضور انتاجات درامية تونسية جديد قديمة ضمن الشبكة الرمضانية على الفضائية «تونس 7» مثل مسلسل «مكتوب (2)» و«شوفلي حل (5)» فان السؤال حول مدى توفق هذه الانتاجات في صنع «الحدث» الدرامي والتلفزيوني من جديد هذا العام كما سبق لها أن صنعته سابقا يبقى قائما ومشروعا على الأقل بحساب انتفاء عنصر الجدّة والمفاجأة والتجديد الذي رافق حضورها كانتاجات في المواسم الفائتة.. ومع ذلك، وفيما عدا ذلك فاننا نبقى متفائلين وننتظر ان تقول الفضائية «تونس 7» «كلمتها» ولو ب«التونسي» المحلي والضيّق.. ذلك أن «المعمعة» كبيرة عربيا و«الزّاد» قليل على ما يبدو ! والنوايا طيبة.
