أحيل على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في العقد الرابع من عمره لمحاكمته من أجل تهمة القتل العمد. تفيد وقائع القضية أن المتهم والهالكة قد تزوجها منذ 10 سنوات واستقرا بجهة تونس العاصمة وبالتحديد بجهة السيجومي وبقيا مدة 3 أشهر ثم انتقلا بالسكنى الى الدهماني بالكاف أين تمكن الزوج من بناء منزل واستقر به بمعية زوجته وابنته البالغة من العمر 5 سنوات ومكث هناك 6 أعوام، وكانت حياته تسودها بعض الخلافات بسبب تفريط والده لجميع أملاكه لشقيقه وبالاضافة الى ذلك كانت توجد بين عائلته وزوجته خلافات وخاصة مع والدته وبعد مدة طلبت منه زوجته الرجوع للعيش بالعاصمة ومغادرة الدهماني فاستجاب لطلبها واستقر من جديد بجهة المنيهلة وعمل في ميدان الحراسة واشتغلت زوجته بمصنع إلا أن وضعيتهما المادية كانت سيئة وتجددت الخلافات الزوجية خاصة وأنه أنفق مؤخراته ومدخراتها في بناء منزل بالدهماني بأرض والده وباعتبار أن هذا الأخير قد باع جميع ما يملك لابنه أي لشقيق المتهم فقد خسر هذا الأخير منزله وهو ما جعل الهالكة تحتج على ذلك وكانت دائما تسمع المتهم وابلا من الكلام البذيء كما أنها رفضت القيام بواجباتها الزوجية وامتنعت عن اعداد الطعام له وطلبت منه أن يأكل خارج المنزل. ورغم أنه كان يتجنب رد الفعل تجاهها إلا أنها كانت تتمادى في سبّه وشتمه. وبتاريخ الواقعة (24 أكتوبر 2007) توجه المتهم كعادته الى العمل بجهة المرسى ثم عاد حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا وكانت زوجته بغرفة النوم فبقي في غرفة الجلوس وقام باحضار بعض الطعام الذي كان موجودا بالثلاجة، وبقدوم زوجته قامت بدفع الطعام بيدها وطلبت منه عدم تناوله وتوجهت نحوه بعبارات جارحة فشعر بالإهانة كما أنها مسكته من ثيابه وقامت بعضه فمسكها بدوره من ثيابها وطلب منها الكف عن اهانته ولكنها واصلت التهجم عليه فضغط بيده على رقبتها ثم قام بخنقها ب«فولارة» كانت تضعها على رأسها وضغط عليها بقوة إلى أن سقطت أرضا فواصل الضغط عليها الى ان فارقت الحياة فقام بوضع غطاء عليها وقرر ليلتها أن يصطحب ابنته الى جهة الدهماني وفعلا توجه الى هناك وأعلم والدته وشقيقه بالأمر ثم قدم نفسه الى مركز الأمن هناك بالدهماني وأعلم بالواقعة. وقد اعترف المتهم طيلة أطوار البحث بالواقعة وطلب العفو وجدد اعترافه خلال محاكمته وطلب كذلك العفو. كما رافع محاميه ولاحظ أن قضية الحال هي قضية مأساوية لأن بمعركته وقتله لزوجته فقد قتل حياته وآماله وحطم عائلة كاملة وطلب الدفاع النزول بالعقاب في حقه ليتمكن من الخروج من السجن ويرعى ابنته التي اصبحت بتيمة الأبوين.