اعلمني صديق صحفي غاضبا أن قنصلية بلد عربي شقيق أصبحت أكثر تشددا في اسناد تأشيرات الدخول من جل السفارات الغربية.. وأن الطوابير في مدخلها أصبحت مزعجة.. مزعجة.. لم اصدق كلام صاحبي.. لاني عهدت قناصل تلك السفارة وسفراءها على غاية من اللباقة والطيبة.. فضلا عن كونهم اعتمدوا منذ العقد الماضي مبادرة طيبة تتمثل في اسناد مئات التاشيرات طويلة المدى (مع تعدد السفرات) للشخصيات السياسية والاعلامية والثقافية والاقتصادية المعروفة.. على غرار النظام المعمول به في الاقسام القنصلية لعدد من السفارات الاوروبية والسفارة الامريكية.. لكن صاحبي أصر.. ("ألح اصرارا" كما قال عادل امام).. وأراني جواز سفره فاذا به تاشيرات مفتوحة ب10 أعوام الى الولاياتالمتحدة و5 الى بريطانيا و4 اعوام الى فضاء شينغن الاوروبي وعامان الى جنوب افريقيا.. وشهر واحد (مع التاكيد على انه يسمح له بسفرة واحدة) الى هذا البلد الشقيق.. رغم اضطراره بحكم روزنامة الرحلات الجوية الى التوقف به ذهابا وايابا في رحلة الى بلد عربي ثالث؟؟ مشكلة صاحبي أنه يحب كثيرا هذا البلد العربي.. الذي اصبح اسناد التاشيرات في سفارته "متشددا" وبطيئا.. مع دعوة طالبي التاشيرة (بمن فيها الشخصيات المعروفة VIP) بالانتظار أسبوعين كاملين؟؟ لماذا؟؟ حاولت أن أهون على صاحبي.. وان أدفعه الى الابتسام والتفاؤل بقرب " الغاء التاشيرات بين كل البلدان العربية "..؟؟ وبتحقيق حلم فتح الحدود العربية امام ملايين السياح العرب مثلما فتحت امام الاجانب الذين لا يطالبون بالتاشيرة ولا بجواز السفر.. في حالات كثيرة.. لكن صاحبي لم يفهم هذا التشدد "الجديد".. بعد عشرات السفرات التي قام بها الى ذلك البلد العربي.. دخل خلالها مرارا قصر رئاسة الجمهورية وحاور رئيسها وكثيرا من وزرائها وصناع القرار فيها.. رغم غضب صاحبي وانزعاجه مازلت متفائلا.. بالغاء التاشيرات بين كل الدول العربية.. وبان تبدأ السفارات العربية اجراءات فورية لاسناد تاشيرات "عمل" لآلاف الشخصيات الاعلامية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تسافر كثيرا.. ومن مصلحة الجميع عدم تعطيل تحركاتها.. وحبذا لو تقوم القنصليات التونسية في الخارج بدورها بمبادرات رمزية جديدة.. لتسهيل تبادل الزيارات بين رجال الاعمال والاعلاميين والمثقفين والساسة العرب..