اعلم رئيس مركز البريد بالقلعة الكبرى اعوان الأمن بتفطنه لمحاولة خلع الواقي الحديدي لنافذة احدى قاعات مركز البريد اذ تم قلع بعض القضبان وتكسير جزء من الاسمنت المسلح وخلع الباب الرئيسي للمستودع الخلفي لمركز البريد، وكان استمع قبل ذلك لأصوات غير عادية حوالي الواحدة ليلا فاشعل النور لاستجلاء الأمر عندها هرب الجناة ولم يتمكن من معرفة أوصافهم، فانطلق البحث وقام الباحث بالمعاينة وحقق وجود آثار على مستوى القفل التابع للباب الحديدي، كما لاحظ وجود تكسير واقتطاع الاسمنت المسلح حول مثبتات الواقي الحديدي لاحدى النوافذ. وتبعا للتحريات تمكن الاعوان من حصر الشبهة في ثلاثة اشخاص، فحرر محضر وأذنت النيابة العمومية بإحالتهم على التحقيق وباستجواب الأول اعترف بما نسب اليه وصرح انه لايزال يلتقي المتهمين الاخرين في احدى المقاهي أين يتولى أحدهما عرض موضوع السرقة المقبلة التي سيتولون القيام بها، ويقدم التوضيحات اللازمة عن المكان المستهدف وكيفية تنفيذ العملية، فيتناقشون ذلك وبعد الاقتناع والاتفاق يشرعون في التنفيذ ومن بين الاماكن التي خططوا لسرقتها مركز البريد المذكور، اذ باشروا العملية فخلعوا الباب الرئيسي للمستودع وتوجها الى نافذة تفتح على احدى قاعات المركز وشرعوا في خلع الاسمنت المثبت لقضبان الحديد ويبدو أن رئيس الفرع تفطن لأصوات التكسير فأقبل يستطلع الأمر ففروا حتى لا يكشف هويتهم أو يقبض على أحدهم. اما المتهم الثاني فقد أنكر ما نسب اليه وانكر القيام بعملية الحراسة وبأن عملية مركز البريد لم يشارك فيها. المتهم الثالث الذي كان دوره يتمثل في الاستهداف والتخطيط فقد أنكر ما نسب اليه جملة وتفصيلا مؤكدا حشره تنكيلا به من طرف المتهمين الآخرين حيث خاصمهما سابقا. وهكذا أحيل المتهمون الثلاثة على المحاكمة بتهمتي تكوين عصابة مفسدين بقصد الاعتداء على الأملاك والاشخاص ومحاولة السرقة المجردة. وبعرض الملف على المحكمة في جلسة أخيرة وبعد تداول الاجراءات القضائية العادية قضت المحكم بسجن أحدهم مدة ثلاث سنوات وسجن الاخرين مدة عامين اثنين.