تونس - الاسبوعي: مرة أخرى تطالعنا الوقائع وتروي لنا الأحداث ما يدور في المسارح والفضاءات المقابلة للمؤسسات التربوية بمراحلها المختلفة من ابتدائيات واعداديات ومعاهد من مشاحنات ومشاجرات واعتداءات شبه يومية على المارين سواء أكانوا مترجلين أو راكبين... أما السب والشتم والالفاظ البذيئة فحدث ولا حرج، فهي موضة تلميذ اليوم الذي يسعى أن يثبت جدارته بالانخراط في منظومة «قلة الحياء» للاسف.. الى أين نحن ماضون يا ترى؟ وأين هذه الهياكل التي تتعدد تسمياتها وتختلف صفاتها وتقدم نفسها أنها شريك المؤسسة التعليمية؟ أين منظمة التربية والأسرة والشبيبة المدرسية ..أين تلك المنظمات التي لا يزور بعضها المدرسة الا ليتحصل على نصيبه من دروس التدارك.. أين هي من تأطير التلاميذ ونشر السلوك الحسن ومحاولة الضرب على أيدي العابثين الذين يهددون جيلا بأكمله بالضياع واللامبالاة؟ ثم أين خلايا الانصات والعمل الاجتماعي المدرسي التي تنصّب نفسها ذات دور هام في التقارير وعلى الورق فقط..؟ فالواقع يكشف لنا صورة غاية في القتامة، قوامها لغة العنف والاضرار بالآخر حتى وإن كان مسالما عملا بمقولة «يجيك البلاء يا غافل»..فلماذا لا تدرس ظاهرة العنف في الوسط المدرسي مرة أخرى خاصة وأن هناك لجانا قد كونت في الغرض في السنوات الماضية واهتمت بالموضوع ولكن ظلّت «دار لقمان» على حالها واستمرّ العنف بأشكاله المختلفة ملازما لأسوار مؤسستنا التربوية التي تنشئنا على قيم التسامح والاعتدال ونبذل العنف والتطرف..! الطرف الآخر الذي يبقى رئيسيا في هذا الملف وله القدرة على الحدّ من العنف من أمام المدرسة السلط الجهوية.. فكل طرف مدعو الى أن تنقّي محيط المدارس والمعاهد من الغرباء والمنحرفين الذين يتسببون في النصيب الأكبر من المشاكل والحوادث التي تقع هناك.. بل أكثر من ذلك من الواجب التدخل أمام المؤسسات التربوية للحول دون التلفظ ببذيء الكلام والاعتداء على الاخلاق الحميدة. حقيقة ناقوس الخطر دق وناشئتنا أمانة في أيدينا والمستقبل لا يصنعه إلا الأمجاد الذين يتحلون بالانضباط والجدية وتحمّل المسؤولية ..لذلك فالمطلوب ضبط برنامج تدخل واضح لحماية المحيط المدرسي وتنقيته من كل الشوائب.. برنامج تدخل يحدد لكل طرف مسؤولياته وتتم متابعته من طرف هياكل مختصة للوقوف على مدى تحسن الاوضاع. للتعليق على هذا الموضوع: