تونس - الصّباح: غرس ثقافة الوقاية والسلامة المرورية ومراجعة الخطاب التربوي الحالي... المراقبة والصرامة في تطبيق قوانين المرور ومراجعة بعضها... الرفع من مستوى التكوين في قطاع تعليم السياقة، هي أهم النقاط التي تمحورت حولها التوصيات المنبثقة عن المنتدى التونسي للسواق الشباب الذي نظمته مؤخرا الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات تحت شعار «التطوع والمواطنة» وذلك في سياق البحث عن حلول لمعضلة حوادث المرور في بلادنا والتي يذهب ضحيتها سنويا مئات الأشخاص من مختلف الأعمار نسبة هامة منهم من الشباب في مقتبل العمر... فبماذا يوصي الشباب للحد من حوادث الطرقات؟ مراجعة الخطاب التوعوي في مجال الوقاية والتوعية تضمنت توصيات الشباب المشارك في المنتدى التونسي للسواق الشباب الدعوة إلى تطوير مضامين وأشكال الخطاب التوعوي السائد والذي لم يتمكن من تغيير سلوكيات مستعملي الطريق دعا الشباب أيضا إلى مزيد تكثيف الدورات التكوينية لفائدة الشباب بما يساهم في مزيد تطوير معارفهم في مختلف المجالات المتصلة بالسلامة المرورية مع دعم نوادي التربية المرورية بالمؤسسات التربوية من أجل غرس ثقافة الوقاية لدى الناشئة منذ سن مبكرة والتأكيد على خطورة حوادث المرور بما يساهم في التوخي منها. في السياق ذاته شملت التوصيات طلب الاسراع ببعث نوادي السواق الشباب بمختلف مؤسسات التعليم العالي والأحياء والمبيتات الجامعية وبحث امكانية بعث شهائد جامعية تعنى بالسلامة المرورية وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. هذا إلى جانب تمكين حاملي الشهادات الجامعية من تكوين تكميلي في ميدان السلامة المرورية في إطار آليات الصندوق الوطني للتشغيل 21-21 لتدريس هذا الاختصاص بالمؤسسات التربوية (على غرار ما تم وضعه لانجاح برنامج تعليم الكبار) بما يساهم في انجاح برامج التربية المرورية التي بقيت مفتقدة للإطارالمختص. تطرقت أيضا التوصيات الخاصة بالتوعية والسلامة المرورية إلى المطالبة باعتماد أسبوع لسلامة المرور سنويا في كل المؤسسات التربوية والمؤسسات الجامعية وتمويلها قصد إعداد الجيل الجديد من السواق وتخصيص اعتمادات قارة تمكن من إنجاز برامج التوعية والتثقيف المروري. الصرامة والمراقبة دعت التوصيات الخاصة بمجال الصرامة في تطبيق القوانين ومراجعة بعضها إلى ضرورة المعالجة الفورية للخطر الناجم عن تنامي ظاهرة السياقة بدون رخصة التي تفشت لدى الشباب من خلال تكثيف عمليات المراقبة ودعم التحسيس الموجه للأولياء في هذا الغرض وتحميلهم مسؤولياتهم طبقا لمقتضيات القانون. من جهة أخرى تمت المطالبة بمزيد من الصرامة في عمليات المراقبة بالنسبة للسياقة تحت تأثير حالة كحولية أو أدوية وعقاقير مخدرة ووضع حد للاستهتار بتناول مشروبات كحولية أثناء القيادة مع اقتراح اعتماد نسبة صفر من الكحول في الدم بالنسبة لكامل فترة التربص وتعميم هذه النسبة على سواق وسائل النقل العمومي والشاحنات.. دعا المشاركون في المنتدى أيضا إلى ضرورة تفعيل القانون والعمل بنظام رخصة السياقة ذات النقاط واقترحوا كذلك في هذا السياق، اعتبارا لأهمية مرحلة التربص في نحت سلوك مروري قويم واعتبارا لنقص خبرة المتربصين وحرصا على توفير أكبر قدر من جوانب السلامة، أن يتم الانطلاق برصيد صفر من النقاط عند الحصول على رخصة السياقة مع منح المعني بالأمر رصيدا تصاعديا كلما تقدم في مدة التربص ولم يقترف احدى المخالفات الخطيرة... أما في صورة ارتكابه مخالفات خطيرة يتم سحب الرخصة ويتقدم من جديد لاجتياز الامتحان. تمت الإشارة أيضا إلى ضرورة تفعيل رخصة السياقة الخاصة بالدراجات النارية الصغيرة الحجم مع المطالبة بالحاح بتسجيل هذا الصنف من المتحركات، على أن يتم تحديد تعريفات منخفضة لاجتياز هذا الصنف امتحان رخص السياقة وعملية تسجيل هذه الدراجات بما يراعي محدودية دخل مالكيها. ماذا عن التكوين يساهم التكوين الجيد للحصول على رخصة قيادة في المساهمة دون تلافي الحد من حوادث المرور وقد تضمنت توصيات منتدى السواق الشبان الإشارة إلى مجال التكوين عبر المطالبة بضرورة تشجيع حاملي الشهادات الجامعية للدخول إلى قطاع تعليم السياقة بما يرفع من مستوى آداء مؤسسات تعليم السياقة من خلال وضع آليات لتسهيل هذه العملية التي ستمكن أيضا من خلق فرص شغل مع تأهيل القطاع. من جهة أخرى تمت الدعوة إلى ضرورة تحديد مقاييس لعملية التكوين الخاصة بالمترشحين لاجتياز امتحان رخصة السياقة من خلال تحديد فترة دنيا للتكوين تخضع خلالها عملية التكوين لوحدات قيمة مع الدعوة إلى مراجعة طرق اجتياز رخصة السياقة ووسائلها نظريا وتطبيقيا.