اجتمع مكتب مجلس النواب صباح اول امس الاربعاء 5 نوفمبر برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس المجلس، واصدر البيان التالي: «ان مجلس النواب، وهو يحيي ببالغ النخوة وفائق الاعتزاز، الذكرى الحادية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر المبارك، يعرب عن عظيم تقديره وعميق ارتياحه للاشواط العملاقة التي قطعتها تونس على درب العزة والمناعة يحدوها عزم راسخ على مواصلة رفع التحديات وكسب الرهانات، عزم يغذي جذوته ذلك الحدث الوطني المجيد الذي طبع تاريخ تونس المعاصر وشكل مصدر اعتزاز كل تونسي لما يحمله من معان ودلالات عن الوطنية الصادقة في اسمى تجلياتها. ويؤكد مجلس النواب ان هذا الحدث التاريخي البارز يظل مرجعا اساسيا في كل ما يتحقق من اجل سؤدد تونس وازدهارها، فهو يجسم نقطة تحول مفصلية اقدم من خلاها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بكل شجاعة ومسؤولية على اعلان التغيير المبارك في اطار الشرعية الدستورية والمساندة الشعبية، فعادات الثقة الى النفوس واستعاد الركب مسيرة البناء والتشييد في كنف الامن والاستقرار والطمأنينة والتفاؤل. وان مجلس النواب ليعتز في هذه المناسبة الوطنية المتميزة باستحضار ما يحمله بيان السابع من نوفمبر من قيم ومبادئ سامية جمعت بين حب تونس والولاء لها، والايمان الراسخ بنضج شعبها ووعيه، هيأت الاسس الصلبة للنهوض بهذا الوطن وحمايته ورعايته وصون مكاسبه، وانارت السبيل لمسيرة اصلاحية رائدة دخلت الان عقدها الثالث واثمرت مشروعا حضاريا رسم معالمه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي فغير به المشهد التونسي وحوله الى واحة امن وسلام، وفضاء تضامن ووئام، وساحة بذل وعطاء، فأضحت بلادنا مثالا للتألق والنجاح. ويشيد مجلس النواب بسلسلة الاصلاحات التي رافقت مسيرة التغيير فجاءت ثابتة في اهدافها، متدرجة في منهجها، حثيثة في نسقها، شمولية في مواضيعها، متناغمة في تنوعها، منخرطة في نظامنا الجمهوري العتيد ومدعمة لاركانه من خلال مبادرات تشريعية رائدة يوشيها دفع الديموقراطية والتعددية وحماية حقوق الانسان وتكريس دولة القانون، وتأمين المشاركة الواسعة، ويتوجها الاصلاح الجوهري للدستور لسنة 2002 الذي شكل نقلة نوعية لافتة على درب التأسيس لجمهورية الغد في كنف التوافق بين مقاصد المؤسسين والنفس التحديثي الذي يميز تونس التحول. كما يكبر مجلس النواب ما حققته مسيرة التنمية الشاملة في تونس من مكاسب وانجازات باعتماد مقاربة تقوم على تكامل الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتجعل من الانسان غاية التنمية واداتها الرئيسية، وتستهدف مزيد تطوير المجتمع ليظل منيعا قويا قادرا على رفع التحديات العديدة وكسب الرهانات المتنوعة التي بات يفرزها عالمنا اليوم. وان مجلس النواب اذ يقف اليوم خير شاهد على سداد مسيرة التغيير وحكمتها باعتبار وظائفه الدستورية التي خولت له معايشتها عن كثب في مختلف محطاتها، فانه يعرب عن اعتزازه بالاسهام الفاعل والمسؤول في مساندة هذه المسيرة الموفقة عبر حركة التشريع في كنف الحوار البناء والتعاون المثمر مع السلطة التنفيذية، ومن خلال التحرك الديبلوماسي البرلماني بما يدعم مكانة تونس في محيطها الاقليمي والدولي، وعن طريق المشاركة البناءة في دفع الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب في كنف الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف بكل اشكاله. وبهذه المناسبة السعيدة، يرفع اعضاء مجلس النواب الى ابن تونس البار، سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، اجمل التهاني واخلص الاماني، واليه يتوجهون بمشاعر الوفاء والولاء، معه يجددون العهد على مواصلة البذل والعطاء من اجل عزة تونس ومناعتها، ويؤكدون تمسكهم بسيادته قائدا مظفرا لمسيرة الاصلاح والتغيير والبناء والتشييد، وخير ضامن لاستمرارها، كما يثمنون استجابة سيادته لنداء شعبه الوفي وقبول الترشح لمواصلة قيادة هذه المسيرة التاريخية الرائدة».