ينتظم اليوم بتونس مؤتمر وزراء مالية عشرات الدول الافريقية لبحث مضاعفات الازمة المالية والاقتصادية العالمية على دول القارة السمراء وشعوبها.هذا المؤتمر الذي يستضيفه البنك الافريقي للتنمية بتونس مع مؤسسات سياسية واقتصادية افريقية واممية عديدة سيناقش تقاريراقتصادية ومالية وتقديرات اعدتها الحكومات والخبراء والمصارف حول سيناريوهات تطور الاوضاع الاقتصادية في الدول الافريقية بعد اسابيع من انطلاق الازمة المالية الحادة في بورصات الولاياتالمتحدةالامريكية وعدد من بنوكها ومؤسساتها العقارية والتامينية.. قبل ان تطور لتشمل اوروبا واقتصاديات الخليج وشرق اسيا وروسيا والصين واليابان.. يجتمع وزراء مالية أكثرمن 30 بلدا افريقيا ببلدنا مع مسؤولين ماليين وسياسيين اممين وافارقة بارزين تحسبا لتاثر الاستثمارات الدولية المباشرة في افريقيا بالازمة الاقتصادية في الدول الصناعية.. فضلا عن بحث انعكاسات الازمة المالية الدولية على اسعار العملات الرئيسية والمواد الاولية وموارد الطاقة في العالم اجمع وفي القارة الافريقية خاصة. ان مسؤولية مؤتمر وزراء المالية الافارقة اليوم كبيرة جدا.. لكن مسؤولية المؤسسات المالية التنموية الافريقية والعالمية التي تشارك في الحدث اكبر بحكم مشاركة غالبية الدول الغنية والصناعية في مجالس اداراتها وهياكلها الاستشارية والتنفيذية. وفي كل الحالات سيكون بيان تونس فرصة للقادة السياسيين وصناع القرار الاقتصادي والمالي في الدول الافريقية كي يلفتوا نظر العالم الى مشاغل 900 مليون افريقي.. غالبيتهم من الفقراء والمهمشين اجتماعيا واقتصاديا.. وهو ما يعني أن ارتفاع حدة الازمة الاقتصادية المالية والاقتصادية الدولية سيزيد معاناتهم تعقيدا.. ومشاكلهم قساوة وبؤسا.. إن الاممالمتحدة التي تشارك في مؤتمر وزراء المالية الافارقة اليوم بتونس ينبغي أن تلعب مستقبلا دورا أكبر في اعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي الجديد.. مع اخذ مصالح كل دول العالم بعين الاعتبار بما فيها الدول الافريقية ال53 حتى لا يكون اللقاء المرتقب تنظيمه في الولاياتالمتحدة بين قادة الدول الصناعية مجرد اعادة ترتيب للاوراق من قبل زعماء الدول الصناعية الثماني مع مشاركة نسبية لدول الاتحاد الاوروبي..