عندما تقدم ادارة المدرسة على قطع الدروس على تلاميذ السنة التاسعة ومطالبتهم بالخروج فورا من قاعة الدرس لاحضار مضمون الحالة المدنية بحجة ارسالها الى الوزارة في نفس اليوم لاستيفاء ملف الترشح لمناظرة النوفيام وعندما يطالب القيم المكلف بهذه المهمة امام التلاميذ الاستاذ بتسجيل اسماء المعنيين ضمن الغائبين كامل اليوم ولا يعودوا الا ومعهم الوثيقة المطلوبة فان ذلك لا يمكن ان يكون عاديا في شيء وعندما يطالب عدد من التلاميذ بمغادرة القاعة في الحين والتوقف عن متابعة درس الحساب وهم الذين يستعدون في اليوم التالي لاختبار في نفس المادة فان الاكيد ان الامر لا يمكن ان يثير الاطمئنان والارتياح في نفوس الاولياء الذين انصرفوا الى اعمالهم معتقدين بان ابناءهم في قاعة الدرس.. اذا كان في اقصاء التلميذ عن الدرس بسبب الاساءة اوالخطا امرا غير مقبول من حيث المبدإ فكيف عندما يكون هذا الاقصاء بشكل جماعي وبطرق تنعدم معها روح المسؤولية من جانب طرف يفترض انه مسؤول عن التلاميذ...الامر لايتعلق بتنزيه الاولياء او باعفائهم من المسؤولية فقد يكونون بل الارجح انهم من يتحمل المسؤولية الاولى فيما حدث لانهم تهاونوا في احضار الوثيقة المطلوبة ولم يحترموا الاجال المحددة في الموعد وهم الذين عودوا بالتالي ابناءهم على عدم الانضباط وعرضوهم الى هذا الموقف والامر ايضا لا يتعلق بالتوقف عند حدود تحميل القيم المسؤولية فيما حدث فهو بالتاكيد العبد المامور الذي نفذ التعليمات الموجهة له من ادارة المدرسة اذ لا يمكن باي حال من الاحوال للقيم ان يتخذ هكذا خطوة بشكل انفرادي.. قد تبدو الحادثة بسيطة في اطوارها واقل من ان تستحق الاثارة ولكن الحقيقة انها لا تخلو من استفزازات وتجاوزات بل واعتداء على حرمة الاستاذ وعلى حق التلميذ في الاستفادة من الدرس وهو على ابواب الامتحان. ولعل ما يمكن ان يثير القلق والاستغراب فعلا انه وعندما تحاول استفسار صاحب الشان عما اذا كان يدرك معنى مطالبة التلميذ بمغادرة قاعة الدرس دون سبب واضح وما يمكن ان يعنيه ذلك من مخاطر عليه او عما اذا كان يدرك تكلفة ساعة ضائعة بالنسبة لاي تلميذ فانه سيرد عليك بكل برود وعدم اكتراث "نعم انا من قام بذلك وقلت لهم الا يعودوا بدون المضمون".. الاكيد ان في هذه الحادثة ما يعكس غياب حلقة الوصل المطلوبة بين ادارات المعاهد والمدارس وبين الاولياء فقد لا يكون التلميذ دوما الوسيط الافضل في بعض الحالات والتعويل عليه في بعض الاحيان لنقل المعلومة قد لايشكل الحل الافضل خاصة عندما يتعلق الامر بمناظرة وطنية اختيارية... نعم الاجتهاد مطلوب بل واكيد في مختلف مشاغل الحياة اليومية ولكن معالجة الخطا بالخطا او بخطئ اكبر امر مرفوض والاجتهاد يقتضي اولا وقبل كل شيء تجنب حصول الضرر وفي قضية الحال فقد وقع الضرر بتخلف التلاميذ عن درس الحساب الذي سيكلف الاولياء حصصا اضافية من الدروس الخصوصية... مرة اخرى اذا كان في احترام الاجال والمواعيد احترام للاخرين فان في احترام المربي والحق في المعرفة امر مقدس..