تونس الصباح: كشف تقرير تستند معطياته الى الموسم الدراسي 2005/2006 عن تواصل انتشار الاقسام ذات الفرق وهي اقسام تجمع داخل القاعة الواحدة فريقين او اكثر من التلاميذ من مستويات تعليمية متفاوتة ولكنها متقاربة يتوزعون على عدد من الصفوف داخل الفصل. ورغم تركز العمل خلال السنوات الماضية على الحد من هذه الظاهرة والتقليص منها تكريسا للاجراء القاضي باحداث فصول موحدة المستوى كلما تجاوز عدد التلاميذ 25 بالمستويين معا لتفادي تجميع فرق متعددة من التلاميذ في قسم واحد ولئن تختص الظاهرة اساسا بالمدارس الكائنة بالمناطق الريفية او شبه الريفية والتي كانت سابقا تستوعب تجميع اكبر عدد ممكن من التلاميذ في فصل واحد لمحدودية عدد الاقسام ولقلة عدد المنتمين للمستوى الواحد بما لا يترك امام ادارة المدرسة سوى خيار التجميع ووضع القسم تحت اشراف معلم واحد رغم تعدد الفرق وللمرء ان يتخيل وقع الضغط المسلط على المربي عند التدريس في مثل هذه الظروف وكذلك تأثيرها على مردودية المتعلم.. وخلافا لما كان يتوقع بلوغه من تراجع ملحوظ في انتشار هذه الاقسام فقد عرفت زيادة طفيفة خلال السنوات الثلاث التي سبقت سنة 2006 رغم ما بذل من مجهودات للسيطرة عليها والتقليص منها لتظل الظاهرة موجودة اساسا بالمناطق غير البلدية. وهو ما يدعو الى مضاعفة الجهد على مستوى العناية بالمدارس الابتدائية بالاوساط الريفية ودعم احداثات القاعات بها بما يخفف العبء على طاقة حمل القسم الواحد ويحد من الاكتظاظ داخله وتوفير حظوظ متكافئة بين مختلف المدارس في هذا الشأن. وعلى ذكر الاكتظاظ ورغم تواصل تذمرات عدد من المدرسين حول ارتفاع عدد التلاميذ بالقسم وتجاوزه الحد المطلوب للتأقلم والتعامل الايجابي مع متطلبات نظام المقاربة بالكفايات بل واعتباره شرطا اساسيا في انجاح هذا التوجه التربوي فقد حصرت المعطيات المتوفرة لدينا عدد الاقسام التي تجاوز معدل كثافتها 40 تلميذا في حدود 49 قسما سنة 2005/2006 مقابل 479 فصلا قبل خمس سنوات من هذا التاريخ فيما نزل عدد الاقسام المتراوح عدد تلاميذها ما بين 35 و40 الى 1024 قسما مقابل 5335 فصلا خلال نفس الفترة كما تراجعت الفصول التي تعد ما بين 30 و35 تلميذا الى 5409. ولاشك ان عدد الاقسام المكتظة اخذ في التراجع لكنه لا ينفي الاقرار بتواصل الظاهرة وعدم السيطرة الكلية عليها بما يملي الحاجة الى جهد اكبر للتقليص منها.