بعد ثورة 14 جانفي المباركة أصبح من الواضح ان عديد الأمور سائرة نحو التغيير الايجابي وهذا ما ستحققه ارادة الشعب التونسي، فكل شيء كان غامض في عهد النظام البائد، فحتى برنامج التعليم الاساسي كان مسقطا وكل الجهات من وزارة وادارة ترفع شعار «طبّق فقط ولا تناقش» فأصبحت النتائج باهرة في ظاهرها، لكن في باطنها تحمل مستوى هشا للمتعلم. فما يسمى بيداغوجيا النجاح قد قضت على العديد من التلاميذ، بحيث التلميذ كان ضحية هذه السياسة فيقضي 6 سنوات بالتعليم الابتدائي ثم يمر الى التعليم الاساسي (المدارس الاعدادية) ولا يحمل في جرابه إلا القليل فالبرامج تعدّ دون استشارة أهل القرار، والتلميذ يشكو من كثرة المواد وبالتالي تكون فترة العودة المدرسية هاجسا كبيرا أمام الولي.. من أين سيشتري أدوات أبنائه؟ خاصة إذا تزامنت هذه العودة مع بعض المناسبات كرمضان والعيد وغيرها. نعود الى كثرة المواد فبالاضافة الى كونها تثقل كاهل التلميذ فإنها تشتت أفكره وبالتالي يفقد التركيز فمثلا تدريس الاعلامية: كيف لتلميذ أن يدرس هذه المادة وبمدرسته لا تتوفر له أجهزة الاعلامية؟ فهناك عدة مدارس خاصة الريفية تفتقر الى هذه التجهيزات دون أن ننسى افتقارها لتجهيزات مادة الايقاظ العلمي وبالتالي لا يتمتع التلميذ بالتجارب في بعض الدروس، ويمرّ عليها المربي مرور الكرام الى جانب كثرة المواد المستحدثة ولهذا على الوزارة أن تفكر بجدية في تغيير البرامج مع استشارة واسعة لأهل المهنة وخاصة المربين وحتى تشريك المتعلمين من أجل وضع برنامج مفيد وقيّم وثري لأن برنامج المقاربة بالكفايات ماهو إلا تجربة حكم عليها أصحاب المهنة بالفشل. كما على الجهات المعنية توفير وسائل الترفيه والتنشيط داخل المناطق الريفية كنوادي الاطفال أو مكتبات عمومية لأن من حق ابن الريف أن يتمتع بما يتمتع به ابن المدينة لأن المدرسة لوحدها لا تحقق طموحات تلك البراعم. ومن أهم النقاط الأخرى لتوفير مواطن الشغل على الوزارة التفكير في الحد من ظاهرة الاكتظاظ بالفصول وتحديد عدد معيّن لكل قسم مثلا 14 أو 15 عوضا عن 30 و34 تلميذا بالفصل الواحد. هذا من شأنه أن يساعد التلميذ على تلقي المعلومة بسهولة وكذلك يسهل عمل المربي وهذه الظاهرة موجودة بكثرة في المدارس الريفية.