على إيقاع صباحي مميز جدا استفاقت العائلات التونسية هذا اليوم وعاشت على وقعه مختلف المدن والمناطق وذلك باستقبال موسم دراسي جديد فتحت فيه حوالي 6ألاف مؤسسة تربوية أبوابها لتحتضن قاعات درسها البالغة 36ألف قاعة نحو المليون تلميذ بالابتدائي و970ألف تلميذ بالإعدادي والثانوي يؤطرهم 57 ألف مدرس بالمرحلة الأولى أساسي و76ألف أستاذ ثانوي. عودة دراسية جديدة استعد لها الجميع إدارة وإطار تدريس وأولياء وتلاميذ وهياكل حكومية لتأمين أوفر أسباب النجاح لها حتى تنطلق الدروس منذ أول حصة درس مبرمجة وينغمس التلاميذ في النهل من المعارف والعلوم باعتبارها خير استثمار للمستقبل.. ولئن تسجل عودة هذا العام تراجعا في العدد الجملي للتلاميذ مقارنة بالسنة الماضية وإن يعتبر طفيفا وذلك بترسيم 1,970 تلميذ مقابل 1,998لأسباب تتعلق بتراجع وتيرة النمو الديمغرافي وانعكاسها على عملية الترسيم بالسنة أولى أساسي وهي ظاهرة يعايشها المشهد التربوي منذ نحو الأربع سنوات. إذن رغم تراجع العدد فإن تذمر الأولياء من ضغط الاكتظاظ داخل الفصل الواحد ما يزال يطرح وبإلحاح وقد بلغت -الصباح- بعض التشكيات والامتعاض من حالات الاكتظاظ المسجلة في عدد من المدارس الابتدائية يفوق فيها عدد تلاميذ الفصل الواحد 35تلميذا ما يشكل عائقا كبيرا أمام المربي في تقديم الدرس مهما بذل من جهد لتيسير استيعابه من الجميع. اللافت أنه في مقابل هذا الاستياء تعكس المؤشرات الرسمية تحسنا ملحوظا في متوسط الكثافة بالقسم حيث يتوقع أن ينزل المعدل الوطني إلى 21.8بدل 22.1السنة الماضية مع تسجيل تفاوت بين الجهات والمدارس. وبالنسبة للثانوي تشير معطيات وزارة التربية إلى تراجع المعدل العام للكثافة إلى 25.4مقابل 26خلال الموسم الدراسي الفارط. نأمل إذن أن يقع تجاوز هذا الإشكال بتوفير القاعات الكافية وبالتوزيع المتوازن والمعقول للتلاميذ على الأقسام مراعاة لمصلحة التلميذ في تلقي الدرس بالسلاسة اللازمة. كما يأمل الجميع أن تكون انطلاقة السنة الدراسة بصفة عملية بعيدا عن كل المنغصات وكل ما من شأنه التشويش وعرقلة افتتاحها وسيرها من شغورات واشكالات قد تتعلق بتأخر التحاق بعض الأساتذة بمراكز عملهم. للتذكير نشير إلى أن السنة الجديدة لا تشهد تغييرا بارزا في طبيعة البرامج أو نظام الزمن المدرسي ونظام الامتحانات والتوجهات التعليمية الكبرى وقد تم تأجيل الحسم النهائي في مختلف المسائل القابلة للمراجعة إلى حين تعيين الحكومة المقبلة مع تمهيد الطريق لها بتكوين لجان مختصة لتدارس وتباحث النقاط للتعديل المقترح بما في ذلك 25بالمائة في الباكالوريا و"الباك سبور" والامتحانات الوطنية من "سيزيام ونوفيام" وعودة موفقة للجميع.