على الرغم من ان المدينة لم تتهيأ للحدث السعيد كما ينبغي ولم تظهر علامات الاستعداد للدور النهائي الا عند تأهب الاحباء الذين اقتطعوا تذاكرهم للتحول الى سوسة او عند خروج التلاميذ من المؤسسات التربوية عند منتصف النهار فان ذلك الهدوء كان بمثابة السكينة التي تسبق العاصفة فعلا اذ ما ان اعلن الحكم السيشالي عن نهاية اللقاء بتتويج النادي الصفاقسي واحتفاظه بلقبه حتى خرجت الجموع الغفيرة من كل مكان وانتشر المواطنون والمواطنات اطفالا وكهولا شيبا وشبابا في كل المدينة وحتى في الضواحي القريبة والتجمعات السكنية للاحتفال بالحدث السعيد كأحسن ما يكون ولم تمر دقائق حتى تحولت شرايين المدينة الى جحافل بشرية توشحها الدراجات النارية والعربات التي كانت تخترق الشوارع وتصب في الساحة الكبرى للمدينة العصرية اين تجمع الآلاف وهم في حالة فرحة عارمة فرقص من رقص وغنى من غنى وتعالت الاهازيج والشماريخ والاعلام والرايات لتضفي على كل الفضاءات اجواء المناسبات الكبرى كيف لا والتعادل السلبي الذي حصل بصفاقس منذ اسبوعين قلل من حظوظ النادي رغم ان الضغط المسلط على النجم لعب دورا حاسما في دخول ابناء غازي الغرايري من الباب الكبير حيث قدموا شوطا اولا من الطراز الرفيع لم يسبق ان قدموه منذ الجولة الاولى للبطولة امام الترجي وادى ذلك الى تحفظ الكثيرين بشأن نوعية اللعب المقدم وهاهو الفريق يضرب موعدا حاسما ويوشح سجله الافريقي بلقب قاري من الحجم الثقيل ليعطي للممرن توازنا اكبر وثقة ويؤهله لمواصلة المسيرة الوطنية والعربية بمعنويات مرتفعة وبحظوظ وافرة والاكيد ان هذا اللقب هو بمثابة التاج على جبين هيئة المنصف السلامي التي بذلت جهودا مضنية لتوفير كل اسباب الراحة لللاعبين والعمل المجدي للاطار الفني واخرها تسديد اخر المستحقات لهم قبل هذا الدور النهائي ووعدهم بمنحة لا تقل عن العشرة الاف دينار. فطوبى لنادي عاصمة الجنوب بهذا الكسب. بكثافة كبيرة وقد تابع الاحباء بكثافة كبيرة وبكل جوارحهم فعاليات العرس الكروي الافريقي في المنازل وفي المقاهي وفي الفنادق وفي مركب النادي وفي اجواء صاخبة ومنعشة حيث وضعت الشاشات العملاقة واهتزوا من الاعماق للاداء الجماعي الرائع لزملاء صوما نابي الذي يأمل ان يكون هذا الآراء منطلقا للاحتراف باوروبا هو وابو كو وكواسي بلاز كما تجدر الاشارة الى ان الافراح تواصلت الى ساعة متأخرة من مساء امس في اجواء احتفالية منقطعة النظير وظل عدد هام من الانصار ينتظرون عودة الفريق من سوسة على طول الطريق من ساقية الزيت الى صفاقس للاحتفال بعودتهم غانمين بالاميرة الافريقية.