بدأ العد التنازلي للموعد الحاسم وباقترابه بدأت القلوب ترتجف والعقول تهفو لتحقيق الحلم الذي طالما راود الجميع باعتلاء منصة التتويج الإفريقي بعد غياب دام تسع سنوات كاملة، وطبعا استعدت عاصمة الجنوب للحدث السعيد كما ينبغي ولبست المدينة والضواحي أبهى حلل الزينة بعدما وشحت الاعلام واللافتات والصور أرجاءها وأضفت عليها أجواء الأعراس والمناسبات الكبرى والكل يمني النفس بالا يتجدد سيناريو السنة الماضية والا يضيع اللقب الغالي الذي هو جدير به سيما بعد الانتصار الباهر والمقنع الذي حققه منذ أيام بأم درمان بالسودان وأكد به عزمه الراسخ على تجديد المصالحة مع الاحباء والجمهور العريض وتشريف الجهة والرياضة التونسية عموما وتتويج جهود مضنية بذلها في أدغال القارة ترك بها أطيب الانطباعات. لا تبيعوا الدب قبل اصطياده والأكيد أن الانتصار العريض المحرز عليه في السودان لا ينبغي أن يكون حافزا لاستسهال المنافس والدخول للمباراة بعقلية المنتصر قبل الاوان حتى لا يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه المريخ في لقاء الذهاب وتسبب له في ضياع اللقب لأن التعبئة الشاملة التي قامت بها كل الاطراف غرست في عقول اللاعبين قدرتهم على سحق النادي الصفاقسي فاختل توازن المجموعة بمجرد قبولها هدفين في وقت مبكر جدا ولم تستطع تدارك الأمر بعدما تكبلت الأرجل وعم السكون العميق المدارج بعد هيجانها لمدة ساعات وساعات لذلك ينبغي طي صفحة لقاء الذهاب ومواجهة المريخ بكل جدية والعمل على تسديد الضربة القاضية اليه بالنيل من شباكه في أقرب وقت ممكن أو على الأقل الحيلولة دون وصوله إلى شباك لطفي السعيدي لأن مرور الوقت يوتّر أعصابه ويفقده توازنه وبالتالي يمهد السبيل لأبناء دي كاستال لتقديم عرض من الطراز الرفيع الذي يستمده اللاعبون من المخزون الفني والكروي البديع لهذا النادي العريق حتى يضفوا على المدارج أجواء احتفالية تحول الفضاء الفسيح والأنيق إلى فضاء بهيج يستطاب فيه المقام ويتنعم الجمهور العريض الذي تكبد مشقة الدخول إلى الملعب بأسعار مرتفعة بأمسية تظل عالقة بذهنه ويحفظها التاريخ لتوشح سجله بصفحة ناصعة أخرى. طريقة هجومية حذرة ومن هذا المنطلاق سيتوخّى الاطار الفنّي طريقة هجومية حذرة قوامها تعزيز المناطق الخلفية وتكثيف عناصر وسط الميدان وادراج لاعبين لهم القدرة الدفاعية التي تخول دون تصرّف المنافس في الكرة وتضييق المساحات وبالتالي تسد عليه طريق المرور الى الشباك لا سيما وهو يتمتع بمهاجمين سريعين من الطراز الرفيع الأول يمتلك قدرات عجيبة على التسربات وإرباك المنافس والثاني يتحسّس الطريق المؤدية للشباك بطلاقة كاملة والأكيد أنّ المنافس سيبادر من أول وهلة بالهجوم فتزداد ثغراته الدفاعية وضوحا وبالتالي يسهل التسرّب منها ومغالطة حارسه التشكيلة المنتظرة هذا وينتظر أن يعول المدرّب دي كاستال على كل من لطفي السعيدي - أمير الحاج مسعود - أحمد الهلالي - حمدي رويد - البشير المشرقي - كريم النفطي - صوما نابي - شاكر البرقاوي - هيثم المرابط - كواسي بلاز - مبالي لولي مع امكانية اقحام حمزة يونس وكريم بن عمر وزبير السافي أثناء اللعب. طاقم تحكيم من غمبيا أوكل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مهمة إدارة لقاء إياب الدّور النّهائي الى طاقم تحكيمي من غمبيا بقيادة سوووي مودو على أن يساعده في مهمته كل من لمين كمارا وسيدي مناح أما الحكم الرابع فهو التونسي البشير الحساني والمنسق السينغالي بادرا سيناي علما وأن مودو سيووي ادار لقاءي النادي الصفاقسي في كأس رابطة الأبطال الأول أمام أتاني كوتوكو (2-1) وتعادل مع الأهلي في مصر (1-1) في الدور النهائي.