بعض ممّن يدّعون الفن هم أشبه ب ... «الكوكايين»! نزلت المطربة التونسية لطيفة العرفاوي على برنامج «كلمة فصل» للإعلامية جومانة بوعبيد وجاء في صحيفة عربية النصّ التالي: الحلقة كانت مضاءة بنور زائد، ليس لأن الحوار كسيدته أنيق وشفاف فقط، بل لان الضيفة ايضاً أشعلت من داخلها فتيل الوهج. وتكلمت لأول مرة عن حبيبها. ربما كان يلزم لطيفة القمة والشموع حتى تبوح بمكنوناتها فحكت حتى صار الحب طقسا مشتهى. قالت: حبيبي من كل وطن عربي ليس مهماً ماهي هويته، فهوصادق ومعطاء ومكافح، يحترم الفن والمرأة، يعشق نجاحي ويحبني وهوإنسان رائع، لم تصرّح باسمه، لكن وجه لطيفة كان مطلياً بالحب ليلة البارحة. جومانة توغلت مع لطيفة وعلاقتها بالرحابنة فصرحت بأن هناك عملا مسرحيا سيجمعها مجدداً مع زياد. هذا الزياد الذي يعرف طريقه ويعرف مسلكه في الفن والأرض، ودون الرحابنة لا تكتمل فصول الفن في الوطن العربي. حب خفي حرّرت جومانة أسئلتها جيداً لتدلف نحوأعماقها فسألتها كيف أنها دوماً تلبس ثوب القوة، وبأن حبها دوماً موجود لكنه مستتر وراء ستار سميك قد يكون نتيجة لمركز هذا الرجل الإجتماعي أوالسياسي النافذ. لكن لطيفة في هذه النقطة لم يكن بوحها كاملاً، إلا أنها اعترفت بضعفها وبأنها تبكي أسوة بأي إنسان ضعيف. انحدار الفن كلمة الله والوطن لم تبارح أجواء لطيفة، وكأنها المتشبثة بحب كل الوطن العربي، والمؤمنة التي لا تتكل إلا على ربها. لم تتستر لطيفة وراء الكلام وزينته بل قالتها بالفم الملآن بأن هناك من يدّعون الفن وهم أشبه بالهرويين والكوكايين الذين يسممون الذائقة والأخلاق لدى شباب وجيل اليوم لم تشأ أن تصرح بأسماء هؤلاء لكنها قالت بأنه كلما زاد الإسفاف وزاد التعري يصبح الفن مهدّدا. ذكريات مشتركة مفاجأة الحلقة كانت استثنائية فكان هناك مداخلة للكاتبة أحلام مستغانمي ابنة الأرض الواحدة التي يجمعها بلطيفة إرث الوطن المغاربي والوجدان ومتاعب الأمة. ودموع مشتركة جمعتهما في موت ذكرى وإعدام صدام حسين. كلام مستغانمي كان جريئاً جداً عندما قالت بأن يوسف شاهين لم يعط لطيفة حقها وظلمها وإن كان أضاف لها مجداً لمسيرتها وبأن لطيفة تعيش مع وحدتها معزولة. هنا وضحت لطيفة الموقف وقالت بأن يوسف شاهين أعطاها 50 بالمائة من المجد الذي هي فيه، وأن الدور الذي أسند إليها أدته كما يجب، أما بكاؤها على رحيل صدام حسين فمرده إلى أنه أعدم صبيحة عيد الاضحى، وكان بالإمكان أن يكون الحكم أقسى لكن ليس في مثل هذه المناسبة الجليلة. شعب واحد شكلت لطيفة حديقة الأصوات من فنانين تحبهم مثل اليسا، ونجوى كرم، وجوليا بطرس، وجورج وسوف، وهاني شاكر وزياد الرحباني. لا تنكر لطيفة بأنها عاتبت أحلام على كلامها حين صرحت بأنه يجب أن لا يغني اللون الخليجي إلا الخليجيون أنفسهم. لكن لطيفة زادت على ذلك بأن أحلام حبيبتها وهي أفضل من يغني اللون الخليجي، لكن الاغنية الخليجية هي للجميع لانها في روح ووجدان الشعب العربي كله وليست حكراً لأحد. لاننا في النهاية كلنا شعب واحد ولنا لغة واحدة ووجع واحد. رفض في نهاية «كلمة فصل» لم تبد لطيفة ضعيفة حين رفضت قطف ورقة «كلمة فصل» فأمامها كان خياران إما أن تقبل بعمل فني قد يوصلها إلى العالمية، أوتتخلى عن أرشيف نادر ومقتنيات ثمينة وتسجيلات نادرة تجمعها في غرفتها السرية التي لا يدخلها أحد. وأصرت لطيفة على الرفض لأن لا شيء يساوي الذاكرة ولا الإرث ولا القيمة الفنية لما تملكه. غنت لطيفة الجديد والقديم. وأدّت أغنية «غابت شمس الحق» لجوليا بطرس. وحدقت ملياً في فصلها الخامس والأخير نحوالوطن العربي المجروح ورفعت أمانيها بأن يعافى الفن والوطن. للتعليق على هذا الموضوع: