المعهد العالي للصيد البحري وتربية الأحياء المائية ببنزرت يحتضن المشروع ويتعلق هذا المشروع خصوصا حسب ما افادنا به السيد زبير العلويني مدير المعهد بتربية القوقعيات والذي من اهدافه الكبرى تركيز وحدة تفريخ المحار الجوفي والتي ستكون الاولى من نوعها بتونس. وتربيتها بعرض البحر بتقنية الشرائط العائمة، وهي تقنية جديدة بتونس كذلك. وقد قام الوفد الكوري خلال زيارته للمعهد والتي امتدت حوالي 10 ايام بالتعرف على التجهيزات والمخابر وفريق البحث به، وهو ما شجعهم على ابرام عقد التعاون مع المعهد. وفي هذا الاطار سيتوجه فريق من الباحثين بالمعهد يتألف من 6 اساتذة باحثين وممثل عن المهنة في بداية شهر ديسمبر الى جمهورية كوريا الجنوبية لاجراء تربص تقني علمي في هذا الاختصاص يمتد 4 اشهر. الاستاذ ماهر بالاكحل وهو أحد اعضاء الفريق الذي سيتحول الى كوريا افادنا بان هذه التجربة التي سيقدم عليها المعهد هي الاولى من نوعها بتونس لان ما هو معمول به حاليا هو استيراد يرقات المحار الجوفي، وتربيتها داخل بحيرة بنزرت من قبل اصحاب المهنة، بينما ستمكن وحدة التفريخ التي يعتزم المعهد بعثها بدءا من شهر جانفي 2009 وبداية استغلالها في شهر افريل من توفير الكميات اللازمة من اليرقات والاستغناء عن الاستيراد، وما من شك في ان هذه البداية ستسهم في انتشار هذه التقنية والخبرة بتونس فضلا عن تكثيف الانتاج وتحسين الجودة وتطوير التصدير. والجدير بالذكر ان المعهد يضم حاليا 167 طالبا في الاختصاصات التالية: تربية الاحياء المائية.، وتقنيات الصيد البحري، والتبريد، كما يضمن المعهد تكوينا مستمرا للتقنيين التابعين لوزارة الفلاحة والموارد المائية للارتقاء الى رتبة تقني اول في اختصاص الصيد البحري، ويضمن ايضا دورات تكوينية قصيرة المدى للمكونين في قطاع الصيد البحري بمراكز التكوين المهني مواكبة لكل ما هو جديد ي هذا المجال، اضافة الى تكوين الباعثين الشبان الجدد. ويسهم المعهد كذلك في احتضان وتأطير طلبة المرحلة الثالثة: الماجستير والدكتوراه في اختصاصات الصيد البحري. والاحياء المائية والبيئة البحرية والمائية. وفيما يتعلق بالتجهيزات التي تتوفر بالمعهد بين السيد زبير العلويني انها متوفرة بالكم والكيف المطلوبين، ونظرا لكون معدات الملاحة ساهمت بها اليابان لتأثيث قاعة الملاحة. فقد تم تكوين مهندس مختص هو ربان اعالي البحار طارق الجويني لتشغيل وصيانة هذه المعدات التي صار بها خبيرا فضلا عن صفته كخبير لدى الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في مجال التكوين البحري. وهو مكلف بتأمين جودة الدروس التطبيقية. وفي هذا الاطار افادنا الاستاذ طارق الجويني انه خلافا لما فهم البعض عن نقص في المعدات، فان طبيعة الدرس تقتضي ان يقوم طالبان بتشغيل جهاز محاكاة simulateur وهو عبارة عن جهاز يشعر الطالب بانه يقود فعلا باخرة او مركب صيد كبير، ويتابع البقية العملية من خلال اجهزة عرض خاصة بهم. ويتداول الطلبة على هذا الجهاز للتأكد من اجادة استعماله مما يجعلهم قادرين على الابحار بالمركب الحقيقي عند الحاجة، وقد قسم الطلبة الى فرق ب12 طالبا لكل فريق على عدد الاجهزة حتى يتمكنوا من المتابعة الجيدة والمطلوبة. ومن جهة اخرى افادنا الاستاذ المساعد علي بوزرارة المكلف بمشروع جودة التعليم بالمعهد والعضو باللجنة الوطنية بجامعة 7 نوفمبر ان الظروف المتوفرة للطلبة بالمعهد تعد من افضل ما يوجد بتونس وتسهم في تكوين الطلبة تكوينا جيدا يستجيب لمعايير الجودة المطلوبة وطنيا ودوليا. وما من شك في ان هذه الظروف الايجابية كانت من العوامل التي اسهمت في ابرام عقود التعاون مع عدد من المؤسسات العلمية والجامعية الاجنبية والتي تعد بتطوير اشكال هذا التعاون لان من المتعارف عليه ان اقدام مؤسسة اجنبية على ابرام مثل هذه الاتفاقية لا ياتي من فراغ وانما لايمانها بنجاح المشروع خاصة وان المعهد يصدر خبرته الى بعض البلدان الصديقة مثل الجزائر وليبيا وقد شاهدنا ونحن نغادر المعهد وفدا صينيا قدم لتوديع المدير بعدما انجر مهمة دراسة امكانية تركيز مشروع تربية جراد البحر (القمبري).