أخبار تونس– يعكف أساتذة وطلبة المعهد الأعلى للصيد البحري وتربية الأحياء المائية بجرزونة من ولاية بنزرت على متابعة المشروع النموذجي التونسي/ الكوري لتفريخ المحار الجوفي بهدف التأكد من جدوى هذه التجربة قبل تعميمها على المستغلين الخواص. ويتمثل مشرع تفريخ المحار الجوفي في تهيئة وتركيز أحواض اصطناعية مغطاة ومجهزة بمنظومة لتهوئة المياه وتحديد حرارتها على أن يتم الترفيع في عدد الأحواض وسعتها حسب تطور حجم المشروع. وتتوزع الأحواض على ثلاثة أنواع يخصص الأول منها لتحضير المحار للبيض والثاني لفقس البيض في حين يستعمل النوع الثالث من الأحواض لإنتاج الطحالب المجهرية لتغذية المحار والفراخ وذلك قبل نقلها إلى موقع طبيعي في البحر على مقربة من المعهد حيث يتم تركيز شباك عائمة تعلق بها فراخ المحار. ويؤمل القائمون على المشروع التوصل إلى إنتاج محلي للفراخ يتيح التوسع في تربية المحار بالبحر أي في الوسط الطبيعي السليم والمناسب بما يكفل في مرحلة لاحقة تطوير نشاط تربية المحار عبر كامل السواحل التونسية. وللعلم فقد وقع تركيز وحدة لتفريخ يرقات المحار الجوفي وتربيتها بعرض البحر بتقنية الشرائط العائمة ببنزرت، ابتداء من شهر جانفي 2009. وقد دخلت هذه الوحدة حيز الاستغلال في أفريل 2009 لتسهم في تكثيف الإنتاج الوطني من هذه المادة وتحسين الجودة وتطوير التصدير. ويقوم المعهد بتجارب متفردة في مجال تقنيات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية وتطويرها إلى مشاريع منتجة ومشغلة على غرار تجربة الأخطبوط في أقفاص عائمة. والمحار هو نوع من الحيوانات الصدفية المائية، يعيش في المحيطات والسواحل في المناطق ذات المناخ المعتدل أو الحار. يعيش المحار بلصق صدفاته على صخور البحر أو أي جسم صلب آخر في قيعان المحيطات والبحار. وتعيش معظم أنواع المحار في مياه السواحل الضحلة. وتتلخص خطوات استزراع المحار في اختيار المحار المناسب .حيث يتم اختيار المحار المراد استزراعه أما من المحار المستزرع سابقاً أو من الذي يتم صيده من البحر في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع وتنقل الأفراد المختارة إلى أماكن مخصصة بحيث تكون درجة حرارتها أعلى بمعدل 2-3 درجة مئوية عن درجة حرارة المياه الطبيعية. وفي الأيام التالية يقع زيادة درجة الحرارة بمعدل 1-2 درجة مئوية يومياً حتى الوصول إلى الدرجة المثلى والتي تختلف باختلاف الأنواع. وخلال هذه الفترة يتم التغذية على الغذاء الصناعي أو على طحالب وحيدة الخلية. وتسمى المرحلة الثانية بمرحلة إنتاج البيض . حيث أن معظم المحاريات منفصلة الجنس وخلال موسم التزاوج تضع الإناث البيض الذي يتم إخصابه خارجيا ويوضع ذكور وإناث المحار في أماكن منفصلة حتى ميعاد التزاوج. وعند إجراء التزاوج توضع الذكور مع الإناث ثم ترفع بعد ساعة من حدوث الإخصاب ثم يؤخذ بيض المحار ويوضع في أحواض بها ماء بحر جار مفلتر بدرجة حرارة 2-4 أعلى من درجة حرارة الماء العادية حيث تساعد على سرعة التفريخ.